فالأكثرون على أن هذا الدنوّ والتدلّي منقسم ما بين جبريل والنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو مختصّ بأحدهما من الآخر، ومن السدرة المنتهى!
وذكر عن ابن عباس، والحسن، ومحمد بن كعب، وجعفر بن محمَّد، وغيرهم: أنه دنوّ من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى ربّه سبحانه وتعالى، أو من الله تعالى!
وعلى هذا القول يكون الدنوّ والتدلّي متأوّلًا، ليس على وجهه، بل كما قال جعفر بن محمَّد، الدنوّ من الله تعالى لا حدّ له، ومن العباد بالحدود، فيكون معنى دنوّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من ربّه سبحانه وتعالى، وقربه منه ظهور عظيم منزلته لديه، وإشراق أنوار معرفته عليه، وإطلاعه من غيبه وأسرار ملكوته، على ما لم يطلع سواه عليه!
والدنوّ من الله سبحانه له إظهار ذلك له، وعظيم بره وفضله العظيم لديه، ويكون قوله تعالى:
على هذا عن لطف المحل، وإيضاح المعرفة، والإشراف على الحقيقة من نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ومن الله إجابة الرغبة، وإبانة المنزلة، ويتأوّل في ذلك ما يتأوّل في قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الشيخان وغيرهما عن