للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبَرِّح، ولهنّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف!

وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إِن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟!

قالوا: نشهد أنك بلّغت وأدّيت ونصحت، فقال بإِصبعه السبابة، يرفعها إِلى السماء وَينْكُتُها إِلى الناس:

اللهم! اشهد. اللهم! اشهد (ثلاث مرات) " (١).

وإذا كان العصر الحديث قد ألجأته ظروف التوتر المتتابعة، والقلق المتزايد، لإقامة هيئة الأمم، ومجلس الأمن والإعلان العالمي لحقوق الإنسان -كما عرفنا- فإن من معالم (الدين القيّم) إقامة هذا المؤتمر العالمي بخصائصه الحيّة، ووسائله المباركة، على أنه عبادة، وأن المنطقة التي يكون فيها منطقة محرّمة، يحرم فيها الجدال والفسوق، والتنابز والعقوق، كما يحرم التعرّض بالأذى لكل مخلوق، حتى وجدنا الطير يعيش دون ما خوف، في حرمة الزمان، وحرمة المكان!

وواضح أن هذه الضمانات لا يمكن أن تكون في المؤتمرات التي هي من صنع البشر، وهي تجعل للقويّ صوتاً نافذاً بما تعطيه من حق الاعتراض (الفيتو) كما يزعمون!


(١) مسلم: ١٥ - الحج (١٢١٨)، وفيه قصة طويلة .. والدارمي: ٢: ٤٤، ٤٥، وابن الجارود (٤٦٩)، والبيهقي: ٥: ٧ - ٩، ٤٩، والشافعي: ٢: ٥٤، والبغوي (١٩٢٨)، وأبو داود (١٩٠٥، ١٩٠٦)، والنسائي: ١: ٢٩٠، وابن ماجه (٣٠٧٤)، وابن حبان (١٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>