قال ابن حجر: ومستندة في أن سليمان -عليه السلام- هو الذي بني المسجد الأقصى ما رواه النسائي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعاً بإسناد صحيح:
"أن سليمان لمَّا بنى المسجد سأل الله تعالى خلالًا ثلاثاً ... " الحديث.
وفي الطبراني من حديث رافع بن عميرة:
"أن داود عليه السلام ابتدأ ببناء المقدس، ثم أوحى الله إليه: إنّي لأقضي بناء على يد سليمان". وفي الحديث قصة.
قال: وجوابه أن الإشارة إلى أوّل البناء، ووضع أساس المسجد!
وليس إبراهيم أوّل من بني الكعبة، ولا سليمان أول من بني بيت المقدس، فقد روينا أن أول من بني الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس، ثم بني إبراهيم الكعبة بنص القرآن، وكذا قال القرطبي: إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان لما بنيا المسجدين ابتدآ وضعهما لهما، بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما.
قال ابن حجر: وقد مشى ابن حبان في صحيحه على ظاهر هذا الحديث فقال: في هذا الخبر ردّ على من زعم أن بين إسماعيل وداود ألف سنة، ولو كان كما قال لكان بينهما أربعون سنة، وهذا عين الحال لطول الزمان -بالاتفاق- بين بناء إبراهيم -عليه السلام- البيت وبين موسى -عليه السلام.
ثم إن في نص القرآن أن قصة داود في قتل جالوت كانت بعد موسى بمدة.
وقد تعقَّب الحافظ الضياء بنحو ما أجاب به ابن الجوزي.
وقال الخطابي: يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع بناءه بعض