لأنفسهم، وليرسموا نهايتهم، فللذين أحسنوا الحسنى، وللذين أساءوا السوآى، ثم قرّر سبحانه أنهم لن ينفكّوا عن فسادهم وإفسادهم، فقرر بعد ذلك على الفور عاقبة أمرهم؛ لأنها معروفة محتومة، فقال تعالى:
يقرّر الله عَزَّ وَجَلَّ أنهم لن يستقبلوا النعمة بالشكر، ولا الكرة بالذكر والانتهاء عن الفساد، وإنما سيعاودون فسادهم الموروث، على نحو يدخلهم في شديد مقت الله ونقمة عباده، بما يبعد أن تدركهم عند ذلك رحمته، فيقول:{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ}!
سلّطنا عليكم عبادنا الأوّلين الذين دخلوا المسجد، ثم رددت لكم الكرة على خلائقهم:{لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ}!
بما ترون من مصارعكم، ومصارع أحلامكم، وما تعاينون من سوء المنظر في المال والأهل والولد:{وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ}! دخول العزيز الظاهر: {كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة} ظافرين منصورين: {وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (٧)}!
وذلك دورنا المرتقب، وعملنا الذي نرجو أن يشرّفنا الله به في القريب، فإنا لنطمع أن يعذّبهم الله بأيدينا ويخزهم، وينصرنا عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين!