يصعب اختراقه، والنتيجة ليست أبحاثاً تاريخية علميّة أو موضوعيّة بحال!، إنما ذلك السيل المنهمر من الشتائم والسباب، مارسها رجال دين من قلب الكنيسة النصرانيّة باتجاهاتها المختلفة!، ومارسها رجال علمانيّون لا علاقة لهم بالكنيسة من قريب أو بعيد، وقد استمر هذا التيّار حتى العصر الراهن)!
وذكر من أقوالهم ما يدل على ذلك!
ثم قال:(وقد كان للنتائج التي تمخضّت عنها الحروب الصليبيّة طعم مرّ في حلوق الغربيين ما ذاقوه أبداً!، وإن ليوبولد فايس (محمد أسد) يتحدث عن التجربة التي استحالت معضلة في مناهجهم يصعب تجاوزها فيقول:
(فيما يتعلق بالإسلام، فإن الاحتقار التقليدي أخذ يتسلّل في شكل تحزب غير معقول إلى بحوثهم العلميّة، وبقي هذا الخليج الذي حفره التاريخ بين أورويّا والعالم الإسلامي (منذ الحروب الصليبيّة) غير معقود فوقه جسر، ثم أصبح احتقار الإسلام جزءاً أساسيًّا من التفكير الأوروبّي، والواقع أن المستشرقن الأولين في الأعصر الحديثة كانوا مبشرين نصارى، يعملون في البلاد الإسلاميّة، وكانت الصورة المشوهة التي اصطنعوها من تعاليم الإسلام وتاريخه مدبّرة على أساس يضمن التأثير في موقف الأوروبيّين من الوثنيّين، غير أن هذا الالتواء العقلي قد استمر)!
ثم قال:(أما تحامل المستشرقين على الإسلام فغريزة موروثة، وخاصة طبيعية تقوم على المؤثرات التي خلفتها الحروب الصليبيّة، بكل ما لها من ذيول، في عقول الأوروبيّين)(١)!
(١) المرجع السابق، وانظر: الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي: دكتور محمد البهي: ٥٠٧ - ٥٢١، والإسلام على مفترق الطرق: محمد أسد: ٦٠ وما بعدها.