أحسّوا إحساساً عميقاً بأنها ملء قلوبهم، وإن غابت عنهم ذات الرسول - صلى الله عليه وسلم - في عالم الحسّ والمشاهدة، فإن رسالته حيّة نابضة في معالم حياتهم وواقع سلوكهم!
ولم تنحسر تلك العلاقة شيئاً فشيئاً إلا حين أحكمت الحلقات، وانفرجت الشقّة، ولم تتكامل تلك العزلة الموحشة إلا حين تتم الفصل نصًّا ومفهوماً، وفقهاً وروحاً، وحياة وسلوكاً، بين واقع المسلمين وتلك العلاقة الإيجابيّة:
يا حسرة على العباد!
كيف جاز لهم أن يصنعوا ذلك؟!
وكيف جاز لهؤلاء أن يعيشوا في دائرة العزلة؟!
كيف، وأبرز خصائص الإسلام أنه دين القول والعمل، والظاهر والباطن، والحياة والسلوك؟!
إن صورة العلاقة الإيجابيّة يجب أن تتضح في عالم الضمير وعالم الروح حيّة شاخصة، ممتلئة بالحيويّة والعاطفة، والواقعيّة والسلوك، حتى نرى النور الصافي يشرق من جديد، وينفذ إلى الأعماق .. ومن ثم تطمئن النفس، وترفرف الروح، وينشرح الصدر، وينسكب هذا في الحنايا والجوانح، ويظهر في السلوك والجوارح!