وهنا نبصر نبأ الملة الأخيرة التي سيكتب الله لها رحمته التي وسعت كل شيء .. بهذا التعبير الذي يجعل رحمة الله أوسع من ذلك الكون الهائل الذي خلقه، والذي لا يدرك البشر مداه .. فيا لها من رحمة لا يدرك مداها إلا الله (١)!
وإنه لنبأ عظيم، يشهد بأن بني إسرائيل قد جاءهم الخبر اليقين بالنبي الأمي - صلى الله عليه وسلم -، منذ أمد بعيد، على يدي نبيهم موسى، ونبيهم عيسى - عليهما السلام -!
جاءهم الخبر اليقن ببعثته، وبصفاته، وبمنهج رسالته، وخصائص ملته، فهو (النبي الأميّ) وهو يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وهو يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وهو يضع عمن يؤمنون به من بني إسرائيل الأثقال والأغلال التي كانت عليهم، فيرفعها عنهم النبي الأميّ حين يؤمنون به، وأتباع هذا النبي يتقون ربهم، ويخرجون زكاة أموالهم، ويؤمنون بآيات الله!
وجاءهم الخبر اليقين بأن الذين يؤمنون بهذا النبي الأمي، ويعظمونه،