للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أنه روى قبل ذلك بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما:

وقد كان (عبد المطلب) بن هاشم نذر إن توافى له عشرة رهط، أن ينحر أحدهم، فلما توافى له عشرة، أقرع بينهم. أيهم ينحر؟ فطارت القرعة على (عبد الله) بن عبد المطلب، وكان أحب الناس إلى عبد المطلب، فقال (عبد المطلب): اللهم هو أو مائة من الإبل؟ ثم أقرع بينه وبين الإبل، فطارت القرعة على المائة من الإبل (١)!

يقول الدكتور العمري (٢): ولم تحدد رواية صحيحة تاريخ عزم (عبد المطلب) على الوفاء بنذره بنحو عبد الله ابنه، لكن رواية ضعيفة من طريق الواقدي تذكر أن ذلك قبل مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين (٣)، ولعل هذا يوافق ما ذكره موسى بن عقبة عن الصحابي حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي -ابن أخي خديجة- قال: ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، وأنا أعقل حين أراد (عبد المطلب) أن يذبح ابنه (عبد الله) (٤)!

والحادث يوحي بما خطه القدر الإلهي من ميلاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أبيه عبد الله ابن عبد المطلب!


(١) المرجع السابق: ٤٩٧، وابن أبي شيبة: المصنف: ٤: ١: ٥٥، وانظر الطبقات: ١: ٨٤ - ٨٥، ومصنف عبد الرزاق: ٥: ٣١٦ - ٣١٧، والبيهقي في "الدلائل": ١: ٨٧، والسيرة النبويّة الصحيحة: ١: ٩٣.
(٢) السيرة النبويّة الصحيحة: ١: ٩٣.
(٣) المستدرك: ٣: ٤٨٢ - ٤٨٣، وتفسير الطبري: ٢٣: ٨٥ ط. ثالثة، الحلبي.
(٤) الإصابة: ٢: ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>