للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين اعتراضاته على سند الرواية ومتنها ووصفها بالنكارة، بل يفهم من كلامه شكه في الرواية كلها (١)!

فأما انتقاده للسند فقد قال عن عبد الرحمن بن غزوان -راويها- (له مناكير) ثم قال: أنكر ما له حديثه عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، في سفر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو مراهق مع أبي طالب إلى الشام، ومما يدل على أنه باطل قوله: ورده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالاً، وبلال لم يكن خلق بعد، وأبو بكر كان صبياً (٢)! وصححه السيوطي لشواهده (٣).

وقال الحافظ (٤): رجاله رجال ثقات، وزاد فيها لفظة منكرة، وهي قوله: وأتبعه أبو بكر بلالاً، وقال بعد أن نقل توثيق النقاد لقراد: وله عند الترمذي حديث من رواية أبي موسى الأشعري فيه ألفاظ منكرة (٥)، وقال في التعقيب على ذكر أبي بكر وبلال: وسبب نكارتها أن أبا بكر لم يكن متأهلاً، ولا اشترى يومئذ بلالاً، إلا أن يحمل أن هذه الجملة الأخيرة منقطعة من حديث آخر، درجت في هذا الحديث، وفي الجملة، هي وهم من أحد رواته (٦)، وقال ابن القيم (٧): وهو من الغلط الواضح!

وذكر الألباني تصحيح الجزري للإسناد، وقد سبق ذكره في مقدمة هذا


(١) انظر: السيرة النبوية: ٢٨، والسيرة النبوية الصحيحة: ١: ١٠٧.
(٢) ميزان الاعتدال: ٢: ٥٨١ (٤٩٣٤).
(٣) الخصائص: ١: ١٤٢ دار الكتب العلمية ط. أولى ١٤٠٥ هـ ١٩٨٥ م.
(٤) الإصابة: ١: ١٨٣ (٧٩١).
(٥) هدي الساري: ٤١٨، ط. الخيرية، القاهرة، وانظر: السيرة النبوية الصحيحة: ١: ١٠٩.
(٦) الإصابة: ١: ١٨٣ - ١٨٤.
(٧) زاد المعاد: ١: ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>