فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب، وقال: ما لهذا مَتْرك!
فاجتمعت هاشم، وزهرة، وتيم بن مُرَّة، في دار عبد الله بن جُدعان فصنع لهم طعاماً، وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكونُنَّ يداً واحدة مع المظلوم على الظالم، حتى يُؤَدَّى إليه حقه ما بَلّ بَحْرٌ صوفةً، وما رسَا ثَبيرٌ وحِراء مكانهما، وعلى التآسي في المعاش!
فسمّت قريش ذلك الحلف (حلف الفضول)، وقالوا: لقد دخل هؤلاء في فَضْل من الأمر. ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزَّبيدِي، فدفعوها إليه!
وقال الزبير بن عبد المطلب في ذلك:
حَلَفْتُ لنَعقدنْ حِلفاً عليهم ... وإِن كنا جميعاً أهلَ دارِ
نُسمِّيه الفضول إِذا عَقَدنا ... يعز به الغريبُ لذي الجوارِ
ويعلمُ مَنْ حوالي البيت أنَّا ... أباةُ الضيم نمنع كل عارِ