للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال إِسماعيل بن محمد بن سعيد بن أبي وقاص: (كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا، ويقول: يا بني، هذه شرف آبائكم، فلا تضيّعوا ذكرها) (١)!

نعم، والله! إنها لشرف الآباء، والمدرسة التي يُرَبَّى فيها الأبناء!

وسبق أن أشرنا إلى أن التاريخ سجل منذ فجر الرسالة صيحات من هنا وهناك، تشكّل في إطارها سيل منهمر من الحقد الأعمى على الرسالة والرسول - صلى الله عليه وسلم -، في القديم والحديث سواء!

وهنا يطالعنا قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٢، ٣٣]!

وقوله جل شأنه: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: ٨، ٩]!

ونبصر هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق، وعبادة أرباب من دون الله، وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر -وفق المفهوم الصحيح للإيمان بالله واليوم الآخر- إنما هم يعلنون الحرب على الرسالة والرسول - صلى الله عليه وسلم - ويريدون إطفاء نور الله في الأرض، المتمثّل في هذا (الدّين القيّم)، وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض، وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر!


(١) انظر: شرح الزرقاني: ١: ٣٩٢ دار المعرفة، بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>