للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن فرعون -لعنه الله- في موسى عليه السلام: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧)} (الشعراء)!

وبيّن جل شأنه أن جميع الكفار كانوا يقولون هذا القول في رسلهم، قال تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (٥٣)} (الذاريات)!

وقد تعلق الملاحدة وأعداء الإِسلام بهذا القول، ونبذوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بألقاب السوء، وقالوا: مجنون يصرع، وتقوّلوا عليه، ليشككوا في نبوته ورسالته، مما أوحت به إليهم شياطينهم، من الكذب، وقول الزور، افتراء على الله ورسوله (١)، وقد رد القرآن الكريم عليهم فريتهم وأكاذيبهم، بعد أن حكاها عنهم في مواضع متعددة .. قال تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦)} (الحجر)!

وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (٣٦)} (الصافات)، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (٥١) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٥٢)} (القلم) وقال جل شأنه: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (١٨٤)} (الأعراف)!

ففي هذه الآية الكريمة تصوير لتجني هؤلاء الفجرة من طغاة الكفرة (٢)، وجهالتهم الضالة، وأنهم قوم بُهْت، لا يصدر منهم القول عن نظر وتدبر،


(١) انظر: الوحي المحمدي: ٨٧ وما بعدها.
(٢) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ٢٨٨ - ٢٩٠ بتصرف، وانظر: تفسير الطبري: ٩: ١٣٦، وتفسير ابن كثير: ٢: ٢٧٠، وتفسير الشوكاني: ٢: ٢٨٥ - ٢٨٦، وتفسير الألوسي: ٥: ١١٨ - ١١٩، وتفسير القرطبي: ٧: ٣٣٠، وتفسير المنار: ٩: ٤٥٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>