للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلى ما أدعوكم إِليه، إِلا أن تودّوني بقرابتي منكم، وتحفظوني بها (١)!

وهذا تعظيم لفضيلة صلة الرحم، وهي خليقة من خلائق محمَّد خاتم النبيّين - صلى الله عليه وسلم - التي وصفته بها خُلقًا زوجته الأمينة الوفيّة قبل أن يبعث للناس رسولًا!

وقد جاءت رسالة خاتم النبيّين محمَّد - صلى الله عليه وسلم - تحمل في هدايتها وآدابها وأخلاقها ترغيبًا في التخلّق بهذه المكرمة العظيمة بما لم تظفر به فضيلة من الفضائل الإنسانيّة التي ينتظمها عقد الفضائل الاجتماعيّة التي تربط وشائج المجتمع بأوثق عرى المودّة والمحبّة، فالقرآن الكريم يقرن تعظيم هذه الفضيلة بتعظيم الله -جلَّ شأنه- في طلب اتقائه فيقول: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١]!

ويروي الشيخان وغيرهما، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (٢): "خلق الله الخلق، فلما فرغ منه قامت الرحم، فأخذت بِحَقْوِ الرحمن، فقال لها: مه، قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا


(١) الحاكم: ٢: ٤٤٤ وقال: قال هشيم: وأخبرني حصين عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما- بنحو من ذلك، هذا حديث ولم يخرجاه بهذه الزيادة وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم، وقال الذهبي: وروى حصين عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه (خ م) وقد رويا منه من حديث طاوس عن ابن عباس!
(٢) البخاري: ٦٥ - التفسير (٤٨٣٠)، وانظر (٤٨٣١، ٤٨٣٢، ٥٩٨٧، ٧٥٠٢)، والأدب المفرد (٥٠)، ومسلم (٢٥٥٤)، وأحمد ٢: ٣٣٠، والبغويُّ (٣٤٣١)، والبيهقيّ: ٧: ٢٦، والنسائيُّ: الكبرى (١١٤٩٧)، والطبري: التفسير: ٢٦، ٥٦، والحاكم: ٤: ١٦٢، وابن حبّان (٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>