للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إِنّي قد أُبدع بي فاحْملني، فقال: "ما عندي"! فقال رجل: يا رسول الله! أنا أدلّه على من يحمله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله" (١)!

ويروي مسلم وغيره عن أنس رضي الله عنه: ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإِسلام شيئًا إِلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فأعطاه غنم بين جبلين! فرجع إِلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا، فإِن محمدًا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة!

وفي رواية: أسلموا، فوالله إِن محمدًا ليعطي عطاء ما يخاف الفقر (٢)!

وقد كان جوده - صلى الله عليه وسلم - لله، وفي ابتغاء مرضاته، فإنه كان يبذل المال تارة لفقير أو محتاج، وتارة ينفقه في سبيل الله، وتارة يتألف به على الإِسلام من يقوى الإِسلام بإسلامه!

والكرم مَجمعةٌ للقلوب، ومجلبة لمحبّة الناس، والكريم لا يُضام، ولا يُخزى، ولا يخذل، يملك بكرمه زمام محبّة الأفئدة، ويستأسر من أكرمهم بإحسانه وفواضله، فيؤثرونه بمودّتهم على كل محبوب .. ولهذا كان في


(١) مسلم: ٣٣ - الإمارة (١٨٩٣)، والبخاري: الأدب المفرد (٢٤٢)، والطيالسي (٦١١)، وعبد الرزاق (٢٠٠٥٤)، وأحمد: ٤: ١٢٠، ٥: ٢٧٢، ٢٧٣، ٢٧٤، وأبو داود (٥١٢٩)، والترمذي (٢٦٧١)، والطحاوي: مشكل الآثار (١٥٤٦)، والبيهقيُّ: ٩: ٢٨، وأبو نعيم: الحلية: ٦: ٢٦٦، وابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله: ١: ١٦، والبغويُّ (٣٦٠٨)، والطبراني: الكبير: ١٧: (٦٢٢، ٦٢٣، ٦٢٤، ٦٢٥، ٦٢٧، ٣٢٨، ٦٢٩، ٦٣٠، ٦٣١، ٦٣٢)، والخطيب: ٧: ٣٨٣، وابن حبّان (٢٨٩، ١٦٦٨).
(٢) مسلم: ٤٣ - الفضائل (٢٣١٢)، وأحمد: ٣: ١٠٨، ١٧٥، ٢٥٩، ٢٨٤، وأبو يعلى (٣٣٠٢، ٣٧٥٠)، وأبو الشيخ: أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-: ٥١، والبغويُّ (٣٦٩١)، وابن خزيمة (٢٣٧١، ٢٣٧٢)، والبيهقيُّ: ٧: ١٩، وابن حبّان (٦٣٧٣، ٦٣٧٤)، وانظر: ابن كثير: الشمائل: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>