للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا نذكر ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله!، هذه خديجة قد أتت معها إِناء فيه إِدامٌ أو طعام أو شراب، فإِذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي، وبشرها ببيت في الجنّة من قصب، لا صخَبَ فيه ولا نَصَب (١)!

وهكذا كانت خديجة -رضي الله عنها - أول من آمن بالله وبرسوله، وصدّق بما جاء منه، فخفّف الله بذلك عن نبيّه - صلى الله عليه وسلم - .. لا يسمع شيئاً مما يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له، فَيَحْزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها، إذا رجع إليها، تثبّته وتخفّف عليه، وتصدّقه، وتهوّن عليه أمر الناس (٢)!

وروى الحاكم بسنده عن عائشة -رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبّوا ورقة، فإِنّي رأيت له جنّة أو جنّتين" (٣)!

وفي رواية للطبراني عن أسماء بنت أبي بكر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم - سُئل عن ورقة بن نوفل، فقال: "يبعث يوم القيامة أمّةً وحده" (٤)!

وقال ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى فيما كانت خديجة ذكرت له من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) البخاري: ٦٣ - مناقب الأنصار (٣٨٢٠)، وانظر (٧٤٩٧)، ومسلم (٢٤٣٢)، وأحمد: ٢: ٢٣١، والفضائل (١٥٨٨)، والحاكم: ٣: ١٨٥ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهذا وهم! والنسائي: الفضائل (٢٥٣)، والكبرى (٨٣٥٨)، وأبو يعلى (٦٠٨٩)، والطبراني: ٢٣: ٨، ٩، ١٠، وابن أبي شيبة: ١٢: ١٣٣، وابن حبان (٧٠٠٩).
(٢) انظر: السيرة النبويّة: ابن هشام: ١: ٣٠٥ مكتبة المنار: الأردن - الزرقاء.
(٣) الحاكم: ٢: ٦٠٩ - ٦١٠ وصححه، ووافقه الذهبي.
(٤) المجمع: ٩: ٤١٦ قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>