للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِنّي رأيت أمين الله واجهني ... في صورة أُكملت من أهْيب الصور

ثم استمرّ وكان الخوف يذعرني ... مما يسلّم ما حولي من الشجر

فقلت ظنّي وما أدري أيصدقني ... أن سوف تبعث تتلو منزل السور

وسوف آتيك إِن أعلنت دعوتهم ... من الجهاد بلا منّ ولا كدَر (١)

ثم قفَّى خديجة في السبق إلى حظيرة الإيمان برسالة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بيت النبوّة، المتقلّب على فراش الإيمان، الناهد في مهد أكرم المكارم، عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - وأرضاه!

آمن في سنّ الصبا قبل أن يبلغ الحلم، فشبّ معه الإيمان حتى خالط مشاعره ووجدانه، وملأ قلبه، وأفعم بالنور روحه، وكانت العناية الربّانيّة قد ساقته إلى حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!

قال ابن إسحاق: كان من نعمة الله على عليّ بن أبي طالب، وكان مما صنع الله، وأراد به من الخير أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -للعباس عمّه، وكان من أيسر


(١) الحاكم: ٢: ٦٠٩ وقال: حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وانظر: البداية: ٣: ٩ وجاء من طريقين حسنهما ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>