للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيّ القرآن أنزل أوّل؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}! فقلت: أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}! فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أيّ القرآن أنزل أول؟ فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} فقلت!: أنبئت أنه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}! فقال: لا أخبرك إِلا بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاورت في حراء، فلمَّا قضيت جواري هبطت، فاستبطنت الوادي، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، فإِذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض، فأتيت خديجة، فقلت: دثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا، وأنزلت عليّ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)} (المدثر)!

وحديث بدء نزول الوحي مشهور -كما أسلفنا في حديث بدء الوحي- والمراد بالأوليّة هنا -كما قال ابن حجر (١) - أوليّة مخصوصة بما بعد فترة الوحي، أو مخصوصة بالأمر بالإنذار، لا أن المراد أنها أوليّة مطلقة، فكأن من قال أوّل ما نزل {اقْرَأْ} أراد أوليّة مطلقة، ومن قال إنها {الْمدَّثِّر} أراد بقيد التصريح بالإرسال!

قال الكرماني: استخرج جابر: أول ما نزل: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} باجتهاد، وليس هو من روايته!

والصحيح ما سبق في حديث بدء الوحي!


= (١٦٨٨، ١٦٩٣)، والطبري: ٢٩: ١٤٣، وأبو عوانة: ١: ١١٣، ١١٤ - ١١٥، وأبو يعلى (١٩٤٨، ١٩٤٩، ٢٢٢٥)، وأبو نعيم: الدلائل: ١: ٢٧٨، والبيهقي: الدلائل: ٢: ١٣٨، ١٥٥، ١٥٦، والواحدي: أسباب النزول: ٢٩٥، والترمذي (٣٣٢٥)، والنسائي: الكبرى (١١٦٣٢، ١١٦٣٣)، والتفسير (٦٥١)، وابن حبان (٣٤، ٣٥).
(١) فتح الباري: ٨: ٦٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>