وسائر ما تلا ذلك من الحرب المعلنة على طلائع البعث الإِسلامي في كل مكان على وجه الأرض وراءه (يهودي)!
ثم لقد كان وراء النزعة الماديّة الإلحاديّة .. (يهودي)!
ووراء النزعة الجنسيّة (يهودي)!
ووراء معظم النظريات الهدّامة لكل المقدسات والصوابط (يهود)! (١)
ولقد كانت الحرب التي شنّها اليهود على الإِسلام أطول أمداً، وأعرض مجالاً، من تلك التي شنّها عليه المشركون والوثنيّون -على ضراوتها- قديماً وحديثاً!
والمعركة مع مشركي العرب لم تمتد إلى أكثر من عشرين عاماً في جملتها .. وكذلك كانت المعركة مع فارس في العهد الأول! أما في العصر الحديث فإن ضراوة المعركة بين الوثنيّة الهنديّة والإِسلام ضراوة ظاهرة، ولكنها لا تبلغ ضراوة الصهيونيّة العالميَّة التي تعدّ الماركسيّة مجرّد فرع لها، وليس هناك ما يماثل معركة اليهود مع الإِسلام في طول الأمد، وعرض المجال، إلا معركة الصليبيّة -كما سنرى- فيما يأتي!
فإذا سمعنا الله تعالى يقول:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}!
ويقدم اليهود في النص على الذين أشركوا .. ثم راجعنا هذا الواقع التاريخي، فإننا ندرك طرفاً من حكمة الله في تقديم اليهود على الذين أشركوا!
(١) انظر فصل: (اليهود الثلاثة: ماركس وفرويد ودوركايم في كتاب: التطور والثبات: محمَّد قطب، دار الشروق!