للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنا انظر لا أُغني شيئاً، لو كانت لي مَنَعةٌ. قال: فجعلوا يضحكون، ويُحيلُ بعضهم على بعض، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ساجدٌ لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمةُ، فطَرحَت عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: "اللهُمّ!

عليك بقريش"! ثلاث مرات، فشقّ إِذْ دعا عليهم قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة! ثُمّ سَمَّى: "اللهم! عليك بأبي جهل، وعليك بعُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عُقبة، وأميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط"! وعدّ السابع، فلم نحفظه! قال: فوالذي نفسي بيده! لقد رأيت الذين عدّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صرعى في القليب، قليب بدر! وفي رواية: غير أن أميّة تقطعت أوصاله، فلم يلق في البئر (١)!

ويروي أحمد وغيره بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إِن الملأ من قريش! اجتمعوا في الحِجْر فتعاقدوا باللات والعُزّى، ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإِسافِ: لو رأينا محمداً، لقد قُمنا إِليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتّى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي، حتى دخلتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هؤلاء الملأ من قريش، قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك، لقد قاموا إِليك فقتلوك، فليس منهم رجلٌ إِلا قد عرف نصيبه من دمِك، فقال: "يا بُنَيَّة، أريني وَضُوءًا" فتوضّأ، ثم دخل عليهم


(١) البخاري: ٤ الوضوء (٢٤٠)، وانظر (٥٢٠، ٢٩٣٤، ٣١٨٥، ٣٨٥٤، ٣٩٦٠)، ومسلم (١٧٩٤)، وأحمد: ١: ٣٩٣، ٤١٧، وابن أبي شيبة: ١٤: ٢٩٨، والطيالسي (٣٢٥)، وابن خزيمة (٧٨٥)، والبيهقي: ٩: ٧٨، و"الدلائل": ٢: ٢٧٩، ٣: ٨٢، والنسائي: ١: ١٦١، والكبرى (٨٦٦٨، ٨٦٦٩)، وأبو عوانة: ٤: ٢٢٠، ٢٢٢، ٢٢٤، واللالكائي: أصول الاعتقاد (١٤١٨، ١٤١٩)، والبزار (٢٣٨٩، ٢٣٩٨) زوائد، وأبو نعيم: الدلائل: ١: ٣٤٩، ٣٥٠، وابن حبان (٦٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>