للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بِسْمِ اللهِ) هذهِ (تُرْبَةُ أَرْضِنَا) المدينة خاصَّةً لبركتها، أو كلُّ أرضٍ (بِرِيقَةِ بَعْضِنَا) ولأبي ذرٍّ: «وَرِيقَةُ» بالواو بدل: الموحدة، (يُشْفَى سَقِيمُنَا) بضم التحتية وفتح الفاء، سقيمُنا (١): رفعُ نائب عن (٢) الفاعل، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «يَشْفِي» بفتح أوَّله وكسر الفاء «سَقِيمَنا» نصبٌ على المفعوليَّة والفاعل مقدَّرٌ، وزاد في غير رواية أبي ذرٍّ: «بإذنِ ربِّنا». قال النَّوويُّ: كان يأخذُ من ريقِ نفسه على إصبعهِ السَّبَّابة، ثمَّ يضعُها على التُّرابِ فيَعْلَقُ بها منه، فيمسحُ بها على الموضع الجريحِ والعليلِ، ويتلفَّظُ بهذه الكلمات في حال المسحِ. وقال القاضي البيضاويُّ: قد شهدت المباحثُ الطِّبيَّة على أنَّ الرِّيق له مدخلٌ في النُّضج وتعديلِ المزاجِ، ولتراب الوطنِ (٣) تأثيرٌ في حفظ المزاج الأصليِّ ودفع نكاية المضرَّات والمرض (٤)، وللرُّقى والعزائم آثارٌ عجيبةٌ تتقاعدُ (٥) العقولُ عن الوصولِ إلى كُنْهها. وقوله في حديث مسلمٍ: «بإصبعهِ» في موضعِ الحال من فاعل. قال: و «تربةُ أرضِنا»، خبرُ مبتدأ محذوفٍ، أي: هذه و (٦) الباءُ متعلِّقةٌ بمحذوفٍ هو خبرٌ ثانٍ. وقال الطِّيبيُّ في «شرح المشكاة»: إضافةُ «تُربةِ أرضنا وريقةِ بعضنا» تدلُّ على الاختصاص، وأنَّ تلك التُّربة والرِّيقة مختصَّتانِ (٧) بمكانٍ شريفٍ يتبرَّكُ به، بلْ بذي نفسٍ شريفةٍ قدسيَّةٍ طاهرةٍ زكيَّةٍ عن أوصاف الذُّنوبِ وأوسام الآثامِ، فلمَّا تبرَّكَ باسمِ الله الشَّافي (٨) ونطقَ به ضمَّ إليه تلك التُّربة والرِّيقة وسيلة إلى المطلوب، ويعضُده أنَّه بزقَ في عين عليٍّ فبرأ من الرَّمَد، وفي بئر الحُديبية فامتلأتْ ماءً.


(١) «سقيمنا»: ليست في (ص) و (م).
(٢) «عن»: ليست في (د) و (ص) و (م).
(٣) في (ب): «الموطن».
(٤) «والمرض»: ليست في (د).
(٥) في (د) و (ص) و (م) زيادة: «عنها».
(٦) «الواو»: ليست في (ص) و (م).
(٧) في (د): «مخصوصان».
(٨) في غير (م): «السَّامي».

<<  <  ج: ص:  >  >>