للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعيدًا؟ وأجاب الحافظ ابن حجرٍ في «انتقاض الاعتراض»: بأنَّه لمَّا أورد (١) في آخر «قصَّة يوسف» حديث ابن عمر: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» وكان معناه أنَّ من جملة قصَّته: أنَّه من (٢) أنبياء الله، وأنَّ النَّبيَّ سوَّى (٣) بينه وبيِّن من ذُكِر من آبائه في صفة «الكريم»، فأشار إلى ذلك في قصَّة والده (٤) للتَّسوية المذكورة. وأمَّا حديث أبي هريرة الَّذي في الباب الَّذي يليه [خ¦٣٣٧٤] فإنَّه يشتمل على ما تضمَّنه حديث ابن عمر، مع بيان سبب الحديث وغير ذلك من الزِّيادة فيه، وإنَّما قال في حقِّ ابن التِّين: إنَّ كلامه يقتضي أنَّه ما فهم مقصد البخاريِّ، لأنَّه ادَّعى وجود حديثٍ يتعلَّق بقصَّة إسحاق بن إبراهيم وجده البخاريُّ ولم يقف على سنده فذكره مُرسَلًا، وليست (٥) هذه طريقة البخاريِّ أنَّه يعتمد على حديثٍ لم يقف على إسناده، وأمَّا الكِرمانيُّ فقوله أقرب من قول ابن التِّين، لأنَّه يقتضي إثبات وجود الحديث بسنده ومتنه، لكنَّه ليس على شرط البخاريِّ فلذلك علَّقه، ولكنَّه لم يطَّرد ذلك من صنيعه، لأنَّه لا يقتصر في التَّعليق على ما لم يكن بشرطه، بل تارةً يكون بشرطه ويكون قد ذكره في مكانٍ آخر، وتارةً لا يوجد إلَّا معلَّقًا وإن كان بشرطه، وتارةً لا يكون على شرطه. انتهى.

(١٤) هذا (٦) (بابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: (﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ﴾) ﴿أَمْ﴾ هي المنقطعة، والمنقطعة تَقدَّر بـ «بل» وهمزة الاستفهام، وبعضهم يقدِّرها بـ «بل» وحدها، ومعنى الإضراب: انتقالٌ من شيءٍ إلى شيءٍ لا إبطال له، ومعنى الاستفهام: الإنكار والتَّوبيخ، فيؤول معناه إلى النَّفي. أي: بل أكنتم شهداء، يعني: لم تكونوا حاضرين إذ حضر يعقوبَ الموتُ وقال لبنيه ما قال، فَلِمَ تدَّعون اليهوديَّة عليه، أو متَّصلةٌ بمحذوفٍ تقديره: أكنتم غائبين أم


(١) في (م): «ورد».
(٢) زيد في (ب): «جملة».
(٣) في (د): «ساوى».
(٤) في (م): «ولده» وهو تحريفٌ.
(٥) في غير (ب) و (س): «وليس».
(٦) «هذا»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>