للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَقَالَ: إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ) أخوِّفكموه، والجملة مُؤكَّدةٌ بـ «إنَّ» واللَّام وكونها اسميَّةً (وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ (١) قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ) خصَّه بعد التَّعميم، لأنَّه أوَّل نبيٍّ أنذر قومه، وأوَّل مشرِّعٍ من الرُّسل، أو أبو (٢) البشر الثَّاني، وذرِّيَّته هم الباقون في الدُّنيا لا غيرهم (وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ) سقط لفظ «لكم» لابن عساكر (قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ) مبالغةً في التَّحذير: (تَعْلَمُونَ أَنَّهُ) أي: الدَّجال (أَعْوَرُ) عين اليمنى أو اليسرى (وَأَنَّ اللهَ) ﷿ (لَيْسَ بِأَعْوَرَ) تعالى الله عن كلِّ نقصٍ، وجلَّ عن (٣) أن يُشبَّه بالمحدَثات.

٣٣٣٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضل بن دُكَينٍ قال: (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ) بفتح الشِّين المعجمة وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة مُوحَّدةٌ مفتوحةٌ، ابن عبد الرَّحمن النَّحويُّ (عَنْ يَحْيَى) بن أبي كثيرٍ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ أنَّه قال: (سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : أَلَا) بالتَّخفيف (أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ) أي: الدَّجال (أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ) إذا ظهر (بِمِثَالِ الجَنَّةِ وَ) مثال (النَّارِ) ولابن عساكر: «معه تِمثال» بمُثنَّاةٍ مكسورةٍ بدل الموحَّدة، أي: صورة الجنَّة والنَّار، يبتلي الله تعالى به عباده بما أقدره عليه من مقدوراته، كإحياء الميت الَّذي يقتله، وأمره السَّماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت بقدرة الله تعالى ومشيئته، ثمَّ يعجزه الله تعالى فلا يقدر على قتل ذلك الرَّجل ولا غيره، فيقتله عيسى (فَالَّتِي يَقُولُ: إِنَّهَا الجَنَّةُ، هِيَ النَّارُ) وبالعكس (وَإِنِّي) بالواو، ولابن عساكر (٤): «فإنِّي» (أُنْذِرُكُمْ) أخوِّفكم منه (كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ) وكذا غيره من الأنبياء -كما مرَّ- وذلك لأنَّ فتنته عظيمةٌ جدًّا، تدهش العقول، وتحيِّر الألباب، مع سرعة مروره في الأرض فلا يمكث


(١) في (م): «أنذر».
(٢) في غير (ب) و (س): «أوَّل» ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٣) «عن»: ليس في (م).
(٤) في (ص): «ولأبي ذرٍّ»، وليس بصحيحٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>