للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأحبار. واستُشكل من جهةِ كونِ كعبٍ كان أسلمَ في حياةِ النَّبيِّ على يدِ عليٍّ (١)، فيحتملُ إن ثبتَ أن يكون الَّذين سألوا جماعةً من اليهودِ اجتمعُوا مع كعبٍ على السُّؤال، وتولَّى هو السُّؤال عنهم عن ذلك، ويجوزُ أن يكون السُّؤال صدرَ قبلَ إسلامه، وقد قال الذَّهبيُّ في «الكاشف»: إنَّه أسلمَ زمنَ أبي بكرٍ الصِّدِّيق .

(قَالُوا) لعمر بنِ الخطَّاب (٢): يا أميرَ المؤمنين، آيةٌ في كتابكُم تقرؤونَها (لَوْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا) معشرَ اليهودِ (لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا) لنا في كل سنةٍ نعظِّمُهُ؛ لِمَا حصلَ فيهِ من إكمالِ الدِّين (فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ فَقَالُوا: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾) أي: بأن كفيتكُم عدوَّكُم وأظهرتكُم عليهِ، كما تقولُ الملوكُ: اليومَ كمُلَ لنا الملكُ، أي: كفينَا من كُنَّا نخافُهُ، أو أكملتُ لكم ما تحتاجونَ إليهِ في تكليفِكُم من تعليمِ الحلالِ والحرامِ، والتَّوقيف (٣) على شرائعِ الإسلامِ وقوانينِ القياسِ (﴿وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾) بفتحِ مكَّة ودخولها آمنينَ ظاهرينَ، وهدم منار الجاهليَّة (﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣]) حال اخترتُهُ لكم من بين الأديانِ، وآذنتكُم بأنَّه الدِّينُ المرضيُّ وحدَهُ، وثبت قولهُ «﴿وَرَضِيتُ … ﴾» إلى آخره لأبي ذرٍّ.

(فَقَالَ عُمَرُ) : (إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ مَكَانٍ أُنْزِلَتْ) فيه (أُنْزِلَتْ وَرَسُولُ اللهِ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ) أي: في أُخرياتِ النَّهارِ، وفي التِّرمذيِّ من حديثِ ابنِ عبَّاس: أنَّ يهوديًّا سأله عن ذلك فقال: إنَّها نزَلَت في يومي عيدٍ (٤)؛ يوم جمعةٍ ويوم عرفةٍ.

وحديثُ الباب قد سبق في «الإيمان» في «باب زيادة الإيمان» [خ¦٤٥].


(١) الراجح أنه أسلم في زمن عمر بن الخطاب. انظر «الإصابة».
(٢) «ابن الخطاب»: ليست في (س).
(٣) في (ص) و (م): «التوفيق».
(٤) في (ص) و (م): «عيدين».

<<  <  ج: ص:  >  >>