كالبياضِ والنُّعومة ونحو ذلك من صفاتِ الأحجارِ المستحسنةِ (فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً) بضم الجيم وسكون المثلثة، قطعةً (مِنْ تُرَابٍ) تجمعُ، فتصيرُ كومًا (ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ) حقيقةً أو مجازًا عن التقرُّبِ إليه بالتَّصدق عنه بذلك اللَّبن، قاله البَرْماويُّ كالكِرْمانيِّ، واستبعده في «الفتح» وقال: المعنى: نحلِبُه عليه ليصيرَ نظيرَ الحجرِ (ثُمَّ طُفْنَا بِهِ، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا: مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ) بفتح النون وتشديد الصاد للكُشمِيهنيِّ كما في «الفتح»، ولغيره: بسكون النون، وقد فسَّره في قوله:(فَلَا نَدَعُ رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ، وَلَا سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ إِلَّا نَزَعْنَاهُ وَأَلْقَيْنَاهُ شَهْرَ رَجَبٍ) أي: في شهرِ رجبٍ.
قال مهديٌّ بالسَّند السَّابق:(وَسَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بُعِثَ النَّبِيُّ) بضم الموحدة وكسر العين، ولأبي ذرٍّ «بَعْثِ النَّبيِّ ﷺ» بفتح الموحدة وسكون العين، أي: اشتهر أمره (ﷺ غُلَامًا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ)ﷺ، أي: ظهوره على قومِه من قريشٍ بفتحِ مكَّة (فَرَرْنَا إِلَى النَّارِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الكَذَّابِ) بدلٌ من النَّارِ بتكرارِ العاملِ، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ أبا رجاءٍ كان ممَّن تابعَ مسيلمةَ من قومهِ بني عُطَارد.
(٧١)(قِصَّةُ الأَسْوَدِ) عَبْهَلة -بفتح العين المهملة وسكون الموحدة وفتح الهاء- ابنِ كعبٍ، وكان يقال له: ذو الخِمَار -بالخاء المعجمة-؛ لأنَّه كان يخمِّرُ وجههُ، وقيل: هو اسمُ شيطانِهِ (العَنْسِيِّ) بسكون النون.