للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٢٦ - ٣٤٢٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بن نافعٍ قال: (أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ) عبد الله بن ذكوان (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن هرمز الأعرج أنَّه (حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ : أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ) بفتح الميم فيهما، أي: مَثَل دعائي النَّاس إلى الإسلام المنقذ لهم من النَّار، ومثل ما زيَّنتْ لهم أنفسهم من التَّمادي على الباطل (كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا) وهي جوهرٌ لطيفٌ مضيءٌ حارٌّ محرقٌ (فَجَعَلَ الفَرَاشُ) بفتح الفاء، دوابٌّ مثل البعوض، واحدتها (١): فراشةٌ (وَهَذِهِ الدَّوَابُّ) جمع دابَّةٍ، كالبرغش والبعوض والجندب ونحوها (تَقَعُ فِي النَّارِ) خبر «جعل» لأنَّها من أفعال المقاربة تعمل عمل «كان» والفراشة: هي الَّتي تطير وتتهافت في السِّراج بسبب ضعف بصرها، فهي بسبب ذلك تطلب ضوء النَّهار، فإذا رأت السِّراج باللَّيل ظنَّت أنَّها في بيتٍ مظلمٍ، وأنَّ السِّراج كوَّةٌ في البيت المظلم إلى الموضع (٢) المضيء، ولا تزال تطلب الضَّوء وترمي بنفسها إلى الكوَّة، فإذا جاوزتها ورأت الظَّلام (٣) ظنَّت أنَّها لم تصب الكوَّة ولم تقصدها على السَّداد، فتعود إليها مرَّةً أخرى حتَّى تحترق. قال الغزاليُّ: ولعلَّك تظنُّ أنَّ هذا لنقصانها وجهلها، فاعلم أنَّ جهل الإنسان أعظم من جهلها، بل صورة (٤) الإنسان في الإكباب (٥) على الشَّهوات في التَّهافت، فلا يزال يرمي بنفسه (٦) فيها إلى أن ينغمس فيها ويهلك هلاكًا مُؤبَّدًا، فليت جهل الآدميِّ كان (٧) كجهل الفراش، فإنَّها


(١) في (د) و (ص): «واحدها».
(٢) في (د) و (م): «البيت».
(٣) في (د) و (م): «الظُّلمة».
(٤) في (د): «ضرورة ضرر»، وفي (م): «ذروة»، ولعلَّه تحريفٌ.
(٥) في (د) و (م): «الانكباب».
(٦) في (د): «نفسه».
(٧) «كان»: ليس في (ص) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>