((٦٣)) (بسم الله الرحمن الرحيم. بابُ مَنَاقِبُ الأَنْصَارِ) جمع ناصرٍ؛ كالأصحاب جمع صاحبٍ، ويُقال: جمع نصيرٍ كشريفٍ وأشرافٍ، والنِّسبة أنصاريٌّ، وليس نسبةً لأبٍ ولا أمٍّ، بل سُمُّوا بذلك؛ لما فازوا به دون غيرهم من نصرته ﷺ، وإيوائه وإيواء من معه ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وكان القياس أن يُقال: ناصريٌّ، فقالوا: أنصاريٌّ كأنَّهم جعلوا الأنصار اسم المعنى، فإن قلت:«الأنصار» جمع قلَّةٍ، فلا يكون لِمَا فوق العشرة وهم ألوفٌ؛ أُجيب بأنَّ جمعَي القلَّة والكثرة إنَّما يُعتَبران في نكرات الجموع، أمَّا في المعارف فلا فرق بينهما، والأنصار هم ولد الأوس والخزرج وحلفاؤهم أبناء حارثة بن ثعلبة، وهو اسمٌ إسلاميٌّ، واسم أمِّهم قَيْلة -بالقاف المفتوحة والتَّحتيَّة السَّاكنة- وسقط «باب» لأبوي ذرٍّ والوقت، فـ «مناقب»؛ بالرَّفع على ما لا يخفى (١)(﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾) أي: لزموهما وتمكَّنوا فيهما، أو تبوَّؤوا دار الهجرة ودار الإيمان، فحذف المضاف من الثَّاني، والمضاف إليه من الأوَّل، وعوّض عنه اللَّام، أو تبوَّؤوا دار الهجرة وأخلصوا الإيمان؛ كقوله:
(١) زيد في (ب) و (س): «وقول الله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ﴾».