رَأَى) ﵇(رَفْرَفًا أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ) وعند النَّسائيِّ والحاكم عن ابنِ مسعود قال: أبصرَ نبيُّ الله ﷺ جبريل ﵇ على رفرفٍ قد ملأَ ما بين السَّماء والأرضِ. قال البيهقيُّ: فالرَّفرفُ جبريلُ ﵇ على صورتهِ على رفرفٍ، والرَّفرفُ البساطُ. وعن ابنِ عبَّاسٍ فيما رواه القُرطبيُّ في قولهِ: ﴿دَنَا فَتَدَلَّى﴾ [النجم: ٨] أنَّه على التَّقديمِ والتَّأخيرِ، أي: تدلَّى الرَّفرفُ لمحمِّد ﷺ ليلة المعراجِ فجلسَ عليه، ثمَّ رُفعَ فدنا من ربِّه. قال: فارقنِي جبريلُ وانقطعَتْ عنِّي الأصواتُ، وسمعتُ كلام ربِّي، فعلى هذا الرَّفرفِ ما يجلسُ عليه كالبساطِ ونحوه، وأصل الرَّفرفِ ما كان من الدِّيباج رقيقًا حسن الصَّنعة، ثمَّ اشتُهر استعمالهُ في السِّترِ.
(٢) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم: ١٩]) ﴿اللَّاتَ﴾: صنم لثقيفٍ بالطَّائفِ، أو لقريشٍ بنخلةٍ، و ﴿وَالْعُزَّى﴾: سمرة لغطفانَ كانوا يعبدُونها.
٤٨٥٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ) الفَراهيديُّ -بالفاء- وسقطَ لأبي ذرٍّ «ابن إبراهيم» قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ) بفتح الهمزة وسكون المعجمة وبعد الهاء المفتوحة موحدة، جعفر ابن حيَّان العطارديُّ البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا أَبُو الجَوْزَاءِ) أوس بن عبد الله الرَّبعيُّ -بفتح الراء والموحدة بعدها عين مهملة- (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄) أنَّه قال (فِي قَوْلِهِ) تعالى: (﴿اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ [النجم: ١٩] كَانَ اللَّاتُ رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الحَاجِّ) قيل: هذا التَّفسير على قراءة رُوَيس بتشديد التاء، أما على قراءة من خفَّفها فلا يُلائمها، وأُجيب باحتمال أن يكونَ أصله التشديد، وخُفِّفَ لكثرة الاستعمالِ، وكان الكسائيُّ يقفُ عليها بالهاء، وقيل: إنَّ اسمَ الرُّجلِ عَمرو بن لحيٍّ، وقيل: صِرْمة بنُ غَنْم، وكان يلتُّ السَّمنَ والسَّويق عند صخرةٍ ويطعمهُ الحاجَّ، فلما مات عبدوا ذلك الحجرَ الَّذي كان عندهُ إجلالًا لذلك الرَّجل، وسمَّوه باسمهِ، وعند ابنِ أبي حاتمٍ