للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو الفزعُ، كما وقع في النمل: ﴿فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٨٧] ثمَّ يعقبُ ذلك الفزع للموتَى زيادةً فيما هُم فيه وللأحياء موتًا، ثمَّ ينفخُ الثَّانية للبعثِ فيفيقونَ أجمعونَ، فمَن كان مقبُورًا انشقَّت عنه الأرضُ فخرجَ من قبرهِ، ومن ليس بمقبورٍ لا يحتاجُ إلى ذلك، وقد ثبتَ أنَّ موسى ممَّن قبرَ في الحياةِ الدُّنيا، كما في مسلمٍ: أنَّ النَّبيَّ قال: «مررتُ على مُوسى ليلةَ أُسرِي بي عند الكثيبِ الأحمرِ وهو قائمٌ يصلِّي في قبرهِ». أخرجهُ عقب حديثِ أبي هريرة وأبي سعيدٍ (١)، وقد استُشكل كونُ جميع الخلقِ يصعقونَ مع أنَّ الموتَى لا إحساسَ لهم؛ فقيل: المرادُ أنَّ الَّذين يُصعقونَ هم الأحياءُ، وأمَّا الموتَى فهم في الاستثناء في قولهِ: ﴿إِلَّا مَن شَاء اللهُ﴾ [النمل: ٨٧] أي: إلَّا من سبقَ له الموتُ قبل ذلك فإنَّه لا يصعقُ، وإلى هذا جنحَ القرطبيُّ، ولا يعارضهُ ما ورد في الحديثِ: أنَّ موسى ممَّن استثنَى الله؛ لأنَّ الأنبياء أحياءٌ عند الله، وإن كانُوا في صورةِ الأمواتِ بالنِّسبةِ إلى أهل الدُّنيا، وقال عياضٌ: يحتملُ أن يكون المراد صعقةَ فزعٍ بعد البعثِ حين (٢) تنشقُّ السَّماءُ والأرضُ، وتعقَّبه القرطبيُّ بأنَّه صرَّح بأنَّه حين (٣) يخرجُ من قبرهِ يلقى موسى وهو متعلِّقٌ بالعرشِ، وهذا إنَّما هو عند نفخةِ البعثِ. انتهى. ويردُّه قوله صريحًا كما تقدم: «إنَّ النَّاسَ يُصعقونَ فأُصعقُ معهم … » [خ¦٢٤١١] إلى آخره قاله في «الفتح».

٤٨١٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «حَدَّثني» بالإفراد (عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ) بضم العين، قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «قال: قَالَ» (أَبِي) حفصُ بنُ غياث بنِ طلقٍ النَّخعيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ) سليمانُ بن مهران (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ) ذكوان السَّمَّان (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ) (عَنِ النَّبيِّ ) أنَّه (قَالَ: بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «ما بينَ النَّفختينِ»


(١) قوله: «أخرجه عقب حديث أبي هريرة وأبي سعيد»: ليس في (د) و (ص).
(٢) في (م): «حتى».
(٣) «حين»: ليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>