للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آمين، وأن لا يخصَّ نفسه بالدُّعاء بل يعمُّ ليدرج دعاؤه وطلبه في تضاعيف دعاء الموحِّدين (١)، ويخلطَ حاجته بحاجتهم لعلَّها أن تقبلَ ببركتهم وتجاب، وأصل هذا كلِّه ورأسُه اتِّقاء الشُّبهات فضلًا عن الحرام، وفي حديث مالك بن يسارٍ مرفوعًا: «إذَا سألتُمُ اللهَ فاسألُوهُ ببطُونِ أكفِّكُم، ولا تسألُوهُ بظهُورِهَا، فإذَا فرغتُم فامسَحُوا بهَا وجوهَكُم» رواه أبو داود، ومن عادة مَن يطلب شيئًا (٢) من غيره أن يمدَّ كفَّه إليه، فالدَّاعي يبسط كفَّه إلى الله متواضعًا متخشِّعًا، وحكمةُ مسح الوجه بهما: التَّفاؤل بإصابة ما طلب، وتبرُّكًا بإيصاله إلى وجهه الَّذي هو أعلى الأعضاء وأولاها (٣)، فمنه يسري إلى سائرِ الأعضاء.

والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «الدَّعوات» أيضًا، وأبو داود في «الصَّلاة»، والتِّرمذيُّ وابن ماجه في «الدُّعاء».

(٢٣) (بابُ) مشروعيَّة (رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ) وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.

(وَقَالَ أَبُو مُوسَى) عبد الله بن قيسٍ (الأَشْعَرِيُّ) ، فيما سبق موصولًا في «غزوة حُنين» [خ¦٤٣٢٣] (دَعَا النَّبِيُّ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ) في قصَّة قتل أبي عامرٍ عمِّ أبي موسى (وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ) بكسر الهمزة وسكون الموحدة (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ) ، ممَّا (٤) وصله المؤلِّف في (٥) «غزوة بني جَذِيمة» -بجيم ومعجمة بوزن عَظِيمة-[خ¦٤٣٣٩] (رَفَعَ النَّبِيُّ يَدَيْهِ: اللَّهُمَّ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «وقال: اللَّهمَّ» (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) أي: ابنُ الوليد من قتله لهم بعد قولهم: صبأنَا، يريدون: خرجنَا من دِيْننَا (٦) إلى دينِ الإسلام،


(١) في (ص): «المؤمنين».
(٢) «شيئًا»: ليست في (د).
(٣) في (د): «وأغلاها».
(٤) في (د): «فيما».
(٥) في (ع) زيادة: «قصة».
(٦) في (د) و (ع): «دين».

<<  <  ج: ص:  >  >>