للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّبيِّ (١) ، وللأَصيليِّ فيما (٢) قاله في «الفتح»: «خُدْعة» بضمِّ الخاء مع سكون الدَّال، وجوَّز: «خُدَعة» بضمِّ أوَّله وفتح ثانيه كهُمَزَة ولُمَزَةٍ، وهي صيغة مبالغةٍ، وحكى المنذريُّ: «خَدَعة» بفتح الأوَّل والثَّاني، جمع خادعٍ. وحكى مكيٌّ وغيره: «خِدْعة» بكسر أوَّله وسكون ثانيه فهي خمسة، ومعنى الإسكان: أنَّها تخدع أهلها، من وصف الفاعل باسم المصدر، أو وصف المفعول، كـ: هذا الدِّرهم ضرب الأمير، أي: مضروبه، وعن الخطَّابيِّ: أنَّها المرَّة الواحدة، يعني: أنَّه إذا خدع مرَّةً واحدةً لم تُقَلْ عثرته، ومعنى الضَّمِّ مع السُّكون: أنَّها تخدع الرِّجال، أي: هي محلُّ الخداع وموضعه، ومع فتح الدَّال، أي: تخدع الرِّجال تُمنِّيهم الظَّفر، ولا تفي لهم كالضّحكة إذا كان يضحك بالنَّاس، وقيل: الحكمة في الإتيان بالتَّاء الدَّلالة على الوحدة (٣)، فإنَّ الخداع إن كان من المسلمين فكأنَّه حضَّهم على ذلك ولو مرَّة واحدةً، وإن كان من الكفَّار فكأنَّه حذَّرهم من مكرهم ولو وقع مرَّةً واحدةً، فلا ينبغي التَّهاون بهم لما ينشأ عنه من المفسدة ولو قلَّ.

٣٠٢٧ - ٣٠٢٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ (٤) (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ (عَنْ هَمَّامٍ) هو ابن منبِّهٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: هَلَكَ) أي: مات (كِسْرَى) بكسر الكاف وقد تُفتَح، معرَّب خسرو (٥)، أي: واسع الملك، وهو اسمٌ لكلِّ مَن ملك الفرس (ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ) بالعراق، وفي روايةٍ: «إذا هلك كسرى … » إلى آخره، قال القرطبيُّ: وبين رواية «هلك» و «إذا هلك» بَونٌ، ويمكن الجمع بأن


(١) في (م): «رسول الله».
(٢) في (ب) و (س): «كما».
(٣) في (ب): «الواحدة».
(٤) زيد في (د): «قال».
(٥) في غير (ب) و (س) و (ج): «خسر» وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>