أَسْأَلَ) عن حُكمه؛ إذ كانوا نُهوا عن أكلِها بعد ثلاثةِ أيَّام (فَانْطَلَقَ إِلَى أَخِيهِ لأُمِّهِ، وَكَانَ) أخوه لأمِّه (بَدْرِيًّا) ممَّن شهدَ غزوة بدرٍ (قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ) الأنصاريَّ، بالنَّصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: أعني قتادةَ، ويجوز الرَّفعُ خبر مبتدأ محذوفٍ، أي: هو قتادةُ، والجرُّ بدلًا من أخيهِ، وهو الَّذي أُصيبت عينُه يومَ أحدٍ على الأصحِّ، فأخذَها النَّبيُّ ﷺ فردَّها إلى مكانها فكانت أحسنَ عينيهِ (فَسَأَلَهُ) عن ذلك (فَقَالَ) قتادةُ: (إِنَّهُ حَدَثَ بَعْدَكَ أَمْرٌ نَقْضٌ) بفتح النون وسكون القاف بعدها ضاد معجمة، أي: ناقضٌ (لِمَا كَانُوا يُنْهَوْنَ عَنْهُ) بضم التَّحتية مبنيًّا للمفعول (مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الأَضْحَى) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «الأضَاحي» (بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ) فالنَّهي منسوخٌ بقوله ﵊ بعد: «كلُوا وادَّخِرُوا وتَزَوَّدُوا» كما سيأتي إن شاء الله تعالى بعونِ الله وفضلِهِ في بابهِ [خ¦٥٤٢٣] والغرضُ منه ههنا وصفُ قتادةَ بأنَّه كان بدريًّا.
٣٩٩٨ - وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) مصغَّرٌ من غيرِ إضافةٍ، واسمه في الأصل: عبدُ الله الهبَّاريُّ القُرشيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حماد بنُ أسامة (عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بنِ الزُّبير بن العوَّام ﵁، أنَّه (قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ) أي: أبوهُ: (لَقِيتُ يَوْمَ) وقعةِ (بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ العَاصِ) بضم العين في الأول، مصغَّرًا، وكسرها في الثاني (وَهْوَ مُدَجَِّجٌ) بضم الميم وفتح الدال المهملة وفتح الجيم الأولى وكسرها مشددة فيهما، أي: مُغَطَّى بالسِّلاح بحيثُ (لَا يُرَى مِنْهُ إِلَّا عَيْنَاهُ) وفي «القاموس»: المُدَجَّج والمُدَجِّج الشَّاكُّ (١) في السِّلاح (وَهْوَ يُكْنَى) بضم التحتية
(١) في (د) و (ل): «الشَّاكي».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute