للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن يكون لها صورةً. (وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ) من المعجزاتِ، ولأبي ذرٍّ: «أوتيتُه» (١) (وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَيَّ) وهو القرآن، وليست معجزاتُه مُنحصرةً في القرآن، فالمراد أنَّه أعظمُها وأكثرُها فائدةً، فإنَّه يشتملُ على الدَّعوة والحجَّة، ويُنْتفع به إلى يوم القيامة، ولذا رتَّب عليه قوله: (فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا) أي: أمَّة (يَوْمَ القِيَامَةِ) إذ باستمرار المعجزةِ ودوامها يتجدَّدُ الإيمانُ، ويتظاهرُ البرهانُ، وهذا بخلاف معجزاتِ سائرِ الرُّسل، فإنَّها انقرضتْ بانقراضِهم، وأما معجزةُ القرآن فإنَّها لا تبيدُ ولا تنقطعُ، وآياتُه متجدِّدةٌ لا (٢) تضمحِلُّ، وخرقُه للعادةِ في أسلوبهِ، وبلاغتهِ، وإخباره بالمغيَّبات لا تتناهَى، فلا يمرُّ عصرٌ من الأعصارِ إلَّا ويظهرُ فيه شيءٌ ممَّا أخبرَ به .

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الاعتصام» [خ¦٧٢٧٤]، ومسلمٌ في «الإيمان»، والنَّسائيُّ في «التَّفسير» و «فضائل القرآن».

٤٩٨٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ) بفتح العين، البغداديُّ النَّاقد قال: (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) قال: (حَدَّثَنَا أَبِي) إبراهيمُ بنُ سعدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ (عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ) بفتح الكاف (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّدِ بنِ مسلم الزُّهريِّ، أنَّه (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ : أَنَّ اللهَ تَعَالَى تَابَعَ عَلَى رَسُولِهِ الوَحْيَ) أي: أنزلَه متتابعًا متواترًا (قَبْلَ وَفَاتِهِ) أي: قُرْبها (حَتَّى تَوَفَّاهُ (٣)) أي: الزَّمن الذي وقعت فيهِ وفاته (أَكْثَرَ مَا كَانَ الوَحْيُ) نزولًا عليه من غيره من الأزمنةِ؛ لأنَّه في أوَّل البعثةِ فترَ فترةً، ثمَّ كثرَ، ولم ينزلْ بمكَّة من السُّور الطِّوال إلَّا القليل، ثمَّ كان الزَّمنُ الأخيرُ من الحياة النَّبويَّة أكثرَ نزولًا؛ لأنَّ الوفودَ بعد فتح مكَّة كثروا، وكثرَ سؤالهم عن الأحكامِ.


(١) في (م) و (د): «الذي أوتيته».
(٢) في (ص): «تجدد ولا»، والمثبت من بقية الأصول.
(٣) في (د) زيادة: «الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>