أعزَّ الإسلامَ بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطَّاب»، وعند التِّرمذيِّ من حديث ابن عمرَ بإسنادٍ صحيحٍ، وصحَّحه ابنُ حِبَّان:«اللَّهمَّ أعزَّ الإسلام بأحبِّ الرَّجلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ»، قال: فكان أحبَّهُما إليه عمرُ، وعند ابن أبي شيبةَ من حديث ابن مسعودٍ:«كان إسلامُ عمرَ عِزًّا، وهجرتُه نصرًا، وإمارتُه رحمة، والله ما استطعنا أن نصلِّي حولَ البيت ظاهرينَ حتى أسلمَ عُمَرُ» وعند ابن سعدٍ من حديث صُهيبٍ قال: لمَّا أسلمَ عمرُ؛ قال المشركون: انتصفَ القومُ منَّا.
وحديث الباب أخرجه أيضًا في «إسلام عمر»[خ¦٣٨٦٣].
٣٦٨٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَبْدَانُ) هو لقبُ عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ جبلةَ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ) بنُ المبارك قال: (حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ) بكسر العين، ابن أبي حسينٍ النَّوفليُّ القُرشيُّ المكِّيُّ (عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) هو عبدُ الله ابنُ أبي مُليكَة بضمِّ الميم مصغَّرًا (أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ) بعد أن مات (فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ) بنون مشدَّدة ثم فاء، أي: أحاطوا به من جميع جوانبه، حالَ كونِهم (يَدْعُونَ) له (وَيُصَلُّونَ) عليه (قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ) من الأرض (وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي) أي: لم يُفزعني ويُفجئني (إِلَّا رَجُلٌ آخِذٌ) بمدِّ الهمزة بوزن فاعل، ولأبي ذَرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ:«أخذ» بصيغة الماضي (مَنْكِبِي) بالإفراد (فَإِذَا) هو (عَلِيٌّ) ولأبي ذَرٍّ: «عليُّ بن أبي طالبٍ»(فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ) رضي الله تعالى عنهما (وَقَالَ) مخاطبًا لعمر: (مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَُّ إِلَيَّ) بنصب «أحبَّ» في الفرع صفة لـ «أحدًا»، ويجوز الرَّفع: خبرَ مبتدأٍ محذوفٍ (أَنْ أَلْقَى اللهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ) فيه: أنَّه كان لا يعتقد أنَّ لأحدٍ عملًا في ذلك الوقت أفضل من عمل عمر (وَايْمُ اللهِ؛ إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ) دفونًا (مَعَ صَاحِبَيْكَ) يريد رسولَ الله ﷺ وأبا بكرٍ ﵁ في الحجرة الشَّريفة، أو في الجنَّة (وَحَسِبْتُ أَإِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ) بفتح همزة «أنِّي» مفعول «حسبت»، وبالكسر استئناف تعليلي، أي: كان على حسابي أن يجعلك الله مع