٥٧٥٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «حَدَّثني» بالإفراد (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ) هو ابنُ يوسف الصَّنعانيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشدٍ (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّد بن مسلم (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين (بْنِ عَبْدِ اللهِ) بن عُتبة بن مسعودٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الفَأْلُ) قال في «شرح المشكاة»: فالضَّمير المؤنث راجعٌ إلى الطِّيرة، وقد علم أنَّه لا خير فيها، فهو كقولهِ تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا﴾ [الفرقان: ٢٤] فهذا مبنيٌّ على زعمهم وهو من إرخاءِ العنان في المُخادعةِ بأن يجري الكلام على زعمِ الخصمِ حتَّى لا يشمئزَّ عن التَّفكُّر فيه، فإذا تفكَّر أنصفَ وقبل الحقَّ، أو هو من باب قولهم: الصَّيف أحرُّ من الشِّتاء، أي: الفأل في بابه أبلغُ من الطِّيرة في بابها. انتهى. والإضافة في قوله:«وخيرُها الفَأل» مُشعرةٌ بأنَّ الفأل من جملة الطِّيرة على ما لا يخفَى، وقول صاحب «الكواكب»: إنَّه ليس كذلك بل هي إضافةُ توضيحٍ، مردودٌ بحديث حابسٍ التَّميميِّ عند الترمذيِّ أنَّه سمع رسولَ الله ﷺ يقول:«العينُ حقٌّ، وأصدقُ الطِّيرة الفألُ» ففيه (١) التَّصريح بأنَّ الفألَ من جملة الطِّيرة، لكنَّه يُستثنى. وقد قال أهل اللُّغة: الطِّيرة تُستعمل في الخير والشَّرِّ. نعم، المشهور استعمال الطِّيرة في المكروهِ قال تعالى: ﴿إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾ [يس: ١٨] أي: تشاءَمنا، وقال: ﴿طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾ [يس: ١٩] أي: سبب شؤمِكم معكم، والفألُ في المحبوب وربَّما يكون في مكروهٍ (قَالَ: وَمَا الفَأْلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ) وفي حديث أنسٍ عند التِّرمذيِّ وصحَّحه: «أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان إذا خرجَ لحاجةٍ يعجبهُ أن