للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٥٧٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) بنِ زيادِ بن دِرهمٍ النهديُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ) بنُ يونسَ (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عمرِو بنِ عبد الله السَّبيعيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بنِ عازِبٍ () أنَّه (١) (قَالَ: كُنَّا يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ) بتخفيف الياء، ولأبي ذرٍّ: «بالحديبية» (أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً) رجَّح البيهقيُّ هذه الرواية على رواية «خمس عشرة مئة» بل قال ابن المسيَّب فيما حُكي عنه: إنَّها وهمٌ، وهي رواية مالك والأكثرين فيما نقله غير واحد، لكن ما وقع في رواية زهير «أنَّهم كانوا ألفًا وأربع مئة أو أكثر» يدُلُّ على عدم التحديد، وقد جُمع بأنَّهم كانوا أكثر من ألف وأربع مئة، فمَن قال: «ألفًا وخمس مئة» جَبَرَ الكسر، ومَن قال: «ألفًا وأربع مئة» ألغاه، وأمَّا رواية عبد الله بن أبي أوفى: كانوا ألفًا وثلاث مئة، فتُحمل على ما اطلع هو عليه، واطلع غيره على زيادة لم يطَّلع هو عليها، والزيادة من الثقة مقبولة، وقال في «العمدة»: يحمل قولُ مَن يزيد على أربع عشرة مئة أوينقص منها مئة، على عِدَّة مَنِ انضمَّ من المهاجرين والأنصار من العرب، فمنهم مَن جعل المنضافين لهم مئة، ومنهم مَن جعل المهاجرين والأنصار ثلاث عشرة مئة، ولم يعدَّ مَنِ انضاف إليهم لكونهم أتباعًا، وأمَّا قولُ ابن إسحاقَ: «كانوا سبع مئة» فقاله (٢) تفقُّهًا مِن قِبَلِ نفسه، من حيث إنَّهم نحروا البدنة عن عشرة، وكانوا نحروا سبعين، وليس فيه دليلٌ (٣) على أنَّهم لم ينحروا غير البُدن، وأيضًا كان فيهم (٤) مَنْ لم يُحرِم أصلًا. (وَالحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ) على مرحلةٍ مِن مكَّةَ ممَّا يلي المدينة، وقيل: سُمِّيت بشجرة حدباء كانت هناك (فَنَزَحْنَاهَا) أي: استقينا ماءَها (حَتَّى لَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً) مِن ماءٍ (فَجَلَسَ النَّبِيُّ عَلَى شَفِيرِ البِئْرِ) بالشين المعجمة المفتوحة والفاء المكسورة، أي: على شفتها (فَدَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ) أي: جعله في فِيْهِ الشريف وحرَّكه (وَمَجَّ) أي: رمى بالماء الذي في فيه (فِي البِئْرِ، فَمَكَُثْنَا) بفتح الكاف وضمِّها (غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ اسْتَقَيْنَا) من البئر (حَتَّى رَوِينَا) بكسر الواو (وَرَوَتْ)


(١) «أنه»: ليس في (م).
(٢) في (ص): «فقال له».
(٣) في (د): «دلالة».
(٤) في (د): «منهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>