(٢٩) (بابٌ غَزْوَةُ الخَنْدَقِ) سقط «باب» لأبي ذرٍّ، وسمِّيت بالخندقِ الذي حُفِر حولَ المدينَة (١) بأمرهِ ﷺ وإشارَةِ سلمانَ الفارسيِّ، وعملَ فيهِ ﷺ بنفسهِ ترغيبًا للمسلمينَ (وَهْيَ) غزوةُ (الأَحْزَابُ) كذا في الفَرْع و «اليونينية» جمعُ: حزبٍ، وهم طوائِف المُشْركين من قريشٍ وغَطفان واليهود ومَنْ معهُم، الذين اجتمعُوا على حربِ المسلمينَ، وكانوا فيما قالَ ابنُ إسحاق: عشرة آلافٍ، والمسلمونَ ثلاثَة آلافٍ.
(قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) صاحبُ «المغازِي»: (كَانَتْ) غزوةُ الخَنْدق، وتسمَّى أيضًا غزوةُ الأحزابِ لِمَا ذُكِرَ (فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ) من الهجرَة. وقال ابنُ إسحاق: سنةَ خمسٍ.
والَّذي جنحَ إليهِ البخاريُّ هو قولُ موسَى بنِ عُقْبة، واستدلَّ له بقولِه.
٤٠٩٧ - (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) العبديُّ مولاهُم الدَّورقيُّ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ) القطَّان (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين مصغَّرًا، ابنِ عمر بنِ حَفصِ بنِ عاصمِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّاب العُمَريِّ المدنيِّ، أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ عَرَضَهُ يَوْمَ) غزوةِ (أُحُدٍ) لمَّا عُرِض الجيشُ؛ ليختَبر أحوالَهم قبلَ مباشرةِ القتال؛ للنَّظر في هيئتِهم وترتيبِ منازلهم (وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْهُ) بضم أوله وكسر الجيم بعدها زاي، أي: لم يمضِهِ ولم يأذنْ له في الجِهاد؛ لعدمِ أهليَّته للقتالِ (وَعَرَضَهُ يَوْمَ) غزوةِ (الخَنْدَقِ وَهْوَ: ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَجَازَهُ) لكونِه تأهَّل، فيكونُ بين الخندق وأُحُدٍ سنة واحدة، وأحدٌ كانت سنة ثلاث فيكون الخَندق سنة أربعٍ، وثبتَ قولُه «سَنَةً» في الموضعينِ لأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ.
(١) قوله: «حول المدينة» وقع في (م) و (ص) بعد لفظ «للمسلمين» الآتي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute