للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا في قوله: «فذكر حبَّه» لأسامة، أي: ميله، وضُبِّب في «اليونينيَّة» على واو «وما»، ولغير أبي ذرٍّ: «فذكر حبَّه ما ولدته» فحذف الواو، فالضَّمير على هذا للنَّبيِّ ، و «ما ولدته» هو المفعول.

(قَالَ) أي: البخاريُّ: (وَحَدَّثَنِي) ولأبي ذرٍّ: «زادني»؛ بغير واوٍ، و «هي» بدل: «وحدَّثني»، ولغيره: «وزادني» (بَعْضُ أَصْحَابِي) هو يعقوب بن سفيان، أو الذُّهليُّ، فإنَّ كلًّا منهما -كما قاله في «الفتح» - أخرجه (عَنْ سُلَيْمَانَ) بن عبد الرَّحمن المذكور (وَكَانَتْ) أي: أمُّ أيمن (حَاضِنَةَ النَّبِيِّ ) قال ابن حجرٍ: وكأنَّ هذا القدر لم يسمعه البخاريُّ من سليمان، فحمله عن بعض أصحابه، فبيَّن ما سمعه ممَّا لم يسمعه.

(١٩) (بابُ مَنَاقِبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ) كان يُكْنَى أبا عبد الرَّحمن (١)، أسلم مع إسلام أبيه بمكَّة صغيرًا، وهاجر مع أبيه وأمِّه زينب، ويُقال: رايطة بنت مظعونٍ أخت عثمان وقُدامة ابني مظعونٍ، وهو ابن عشرٍ، وشهد المشاهد كلَّها بعد بدرٍ وأُحُدٍ، واستُصغِر يوم أُحُدٍ، وشهد الخندق وهو ابن خمس عشرة سنةً، وكان عالمًا مجتهدًا عابدًا (٢)، لزومًا للسُّنَّة فرورًا من البدعة ناصحًا للأمَّة، وروى ابن وهبٍ عن مالكٍ قال: بلغ عبد الله بن عمر ستًّا وثمانين سنةً وأفتى في الإسلام ستِّين سنةً، ونشر نافعٌ عنه علمًا جمًّا. وقال سفيان الثَّوريُّ: كان من عادة ابن عمر أنَّه إذا أعجبه شيءٌ من ماله تصدَّق به، وكان رقيقه (٣) عرفوا ذلك، فربَّما شمَّر أحدهم ولزم المسجد والإقبال على الطَّاعة، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال أعتقه، فقيل له: إنَّهم يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له. وقال نافعٌ: ما مات ابن عمر حتَّى أعتق ألف إنسانٍ أو زاد عليه، وكان مولده في السَّنة الثَّانية أو الثَّالثة من المبعث، وتُوفِّي في أوائل سنة ثلاثٍ وسبعين، وكان سبب موته أنَّ الحجَّاج دسَّ له رجلًا قد سَمَّ زُجَّ رمحِه، فزحمه في الطَّريق وطعنه في ظهر قدمه. وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «باب»، فـ «مناقب» رفع.


(١) زيد في (م): «ممَّن».
(٢) «عابدًا»: ليس في (س).
(٣) في (م): «خدمته».

<<  <  ج: ص:  >  >>