للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٣٠ - وبه قال: (حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ) بفتح الميم واللام بينهما خاء معجمة ساكنة، الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ) بنُ بلالٍ قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ) بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء -وفي «اليونينية» بفتحها- مشددة بعدها دال مهملة، اسمه: عبد الرَّحمن بن يسار -بالتَّحتية والمهملة المخففة- (عَنْ) عمِّه (سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبيِّ ) أنَّه (قَالَ: خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ) أي: قضاهُ أو أتمَّهُ أو نحو ذلك ممَّا يشهدُ بأنَّه مجازٌ من القول، فإنَّه لن (١) يشغلهُ شأن عن شأنٍ (قَامَتِ الرَّحِمُ) حقيقة بأن تجسَّمت (فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ) بفتح الحاء المهملة، وفي «اليونينية» بكسر الحاء (٢) وكذا (٣) في الفرع مصلَّحة وكشطَ فوقها، وعند الطَّبريِّ: «بحقوي الرَّحمن» بالتَّثنية، والحقو: الإزارُ والخصرُ ومشدُّ الإزارِ، قال البيضاويُّ: لما كان من عادةِ المستجير أن يأخذ بذيل المستجارِ به أو بطرفِ ردائهِ وإزارهِ، وربَّما أخذ بحقو إزارهِ مبالغةً في الاستجارةِ، فكأنَّه يشيرُ به إلى أنَّ المطلوب أن يحرسَهُ ويذبَّ عنه ما يؤذيهِ، كما يحرسُ ما تحتَ إزارهِ ويذبُّ عنه، فإنَّه لاصقٌ به لا ينفكُّ عنه استعيرَ ذلك للرَّحمِ، وقال الطِّيبيُّ: و (٤) هذا مبنيٌّ على الاستعارةِ التَّمثيليَّةِ الَّتي الوجهُ فيها منتزعٌ من أمورٍ متوهَّمةٍ للمشبَّه المعقول، وذلك أنَّه شبَّه حالة الرَّحمِ وما هي عليه من الافتقارِ إلى الصِّلة والذَّبِّ عنها (٥) من القطيعةِ بحال مستجيرٍ يأخذ بذيل المستجارِ به وحقو إزارهِ، ثمَّ أدخلَ صورةَ حالِ المشبَّه في


(١) في (ص): «لم».
(٢) في (ب) و (س): «بكسرها».
(٣) قوله: «وفي اليونينية بكسر الحاء وكذا»: ليس في (د).
(٤) «و»: ليست في (م) و (د).
(٥) قوله: «وما هي عليه من الافتقار إلى الصلة والذب عنها»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>