للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جمع: سافِر، ككاتبٍ وكَتَبة، وهم (١) الرُّسل؛ لأنَّهم يسفرونَ إلى النَّاس برسالاتِ الله، ولأبي ذرٍّ زيادة: «البَرَرة» أي: المطيعين، أو المرادُ أن يكون رفيقًا للملائكةِ السَّفرة؛ لاتِّصاف بعضهم بحملِ كتابِ الله، أو المرادُ أنَّه عاملٌ بعملهِم وسالكٌ مسالكَهم من كون أنَّهم يحفظونَه ويؤدُّونه إلى المؤمنين، ويكشفون لهم ما يلتبس عليهم (وَمَثَلُ الَّذِي) أي: وصفة الَّذي (يَقْرَأُ وَهْوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهْوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ) لضعفِ حفظهِ، مثل من يحاولُ عبادةً شاقَّة يقومُ بأعبائِها مع شدَّتها وصعوبتِها عليه (فَلَهُ أَجْرَانِ) أجرُ القراءةِ وأجرُ التَّعب، وليس المراد أنَّ أجرَه أكثرُ من أجرِ الماهرِ (٢) بل الأوَّل أكثر؛ ولذا كان مع السَّفرة، ولمن رجَّح ذلك أن يقول: الأجرُ على قدر المشقَّة، لكن لا نسلِّم أنَّ الحافظ الماهر خالٍ عن مشقَّة؛ لأنَّه لا يصيرُ كذلك إلَّا بعد عناءٍ كثيرٍ ومشقَّة شديدةٍ غالبًا، والواو في قوله: «وهو حافظٌ»، و «هو يتعاهدُه»، ولاحقه؛ الثَّلاثة للحالِ، وجوابُ المبتدأ الَّذي هو «مثلُ» محذوف تقديره: كونه في الأوَّل، ومثل من يحاول في الثَّاني، كما مرَّ.

(((٨١))) (سورة ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾) مكِّيَّة، وآيُها تسع وعشرون.

(بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ «سورة» والبسملة لغير أبي ذرٍّ. (﴿انكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢] انْتَثَرَتْ) من السَّماء وسقطتْ على الأرض.


(١) في (ب) و (د): «وهي».
(٢) في (ص): «المهاجر».

<<  <  ج: ص:  >  >>