جبريلُ ﵇ في خمس مئة مُجنِّبة، وميكائيل في خمس مئة مُجنِّبة.
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ﴾) متعلِّق بقوله: ﴿وَيُثَبِّتَ﴾ أو: بدلٌ ثالثٌ من قوله: ﴿وَإِذْ﴾ (﴿إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ﴾) مفعول ﴿يُوحِي﴾ أي: إنِّي ناصرُكم ومعينُكم (﴿فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾) بشِّروهم بالنَّصر، فكان المَلَكَ يمشي أمامَ الصَّفِّ ويقولُ: أبشِرُوا فإنَّكم كثيرٌ وعدوّكم قليلٌ، والله تعالى ناصرُكم (﴿سَأُلْقِي﴾) سأقذف (﴿فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ﴾) يعني: الخوفَ من رسولِ الله ﷺ والمؤمنين، ثمَّ علَّمهم كيف يَضربون ويَقتلون فقال: (﴿فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ﴾) أي: على الأعناقِ التي هي المذَابحُ، أو الرُّؤوس (﴿وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾) أي: أصابع، أي: جزُّوا رقابهم، واقطعُوا أطرافَهم (﴿ذَلِكَ﴾) يعني: الضَّرب والقتلَ (﴿بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ﴾) أي: بسبب مُشَاقَقَتِهم، أي: مخالفتهم لهما إذ كانوا في شِقٍّ، وتركُوا الشَّرع والإيمانَ به واتِّباعَهُ في شقٍّ (﴿وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ﴾) أي: يخالفهما (﴿فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: ٩ - ١٣]) كذا ساقَ الآيات كلَّها في رواية كريمةَ، ولأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ «﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿الْعِقَابِ﴾» وللأَصيليِّ «إلى قوله: ﴿فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾» وسقطَ لهم ما بعد ذلك.
٣٩٥٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) الفضلُ بن دكين قال: (حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ) بنُ يونس بن أبي إسحاق السَّبيعيُّ (عَنْ مُخَارِقٍ) بضم الميم وتخفيف الخاء المعجمة وبعد الراء المكسورة قاف، ابنِ عبد الله بنِ جابرٍ البَجَلي الأحْمَسيِّ (عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ) البَجَليِّ الأحمسيِّ الكوفيِّ، أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ) رضي الله تعالى عنه (يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ المِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ) ﵁ (مَشْهَدًا) نُسِبَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute