للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى الأسود؛ لأنه كان تبنَّاه في الجاهليَّة، وإلَّا فاسمُ أبيهِ عَمرو -بفتح العين- ابن ثعلبةَ الكِنْديُّ (١). وقول الزَّركشي في «التنقيح»: إنَّ «ابنَ» تكتب هنا بالألف؛ لأنَّه ليس واقعًا بين علمين. تعقَّبه في «المصابيح»: بأنَّه إذا وصفَ العلَم بابن متصلٍ مضافٍ إلى علَمٍ كفى ذلك في إيجابِ حذفِ الألفِ من «ابن» خطًّا، سواء كان العلمُ الذي أُضِيف إليه «ابن» عَلَمًا لأبي الأوَّل حقيقةً أو لا. وهذا ظاهرُ كلامِهم، وكونُ الأُبوَّة حقيقة لم أرهم (٢) تعرَّضوا لاشتراطهِ فما أدري مِن أين أخذَ الزَّرْكشيُّ هذا الكلام، وقد يقال: الأب حقيقة في أبي الولادةِ، فيحملُ إطلاقهم عليه؛ لأنَّه الأصلُ، ثمَّ إني لأعجبُ (٣) من ترتيبهِ نفيَ وقوعِ «ابن» هنا بين عَلَمين على كونِ الأسود كان تبنَّاه في الجاهليَّة، فإنَّ تبنِّيه لا يدفعُ صورةَ الواقعِ من كون الابنِ قد وقعَ بين عَلَمين، فتأمَّله. انتهى.

(لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ) بفتح اللام، ونصبِ «صاحبَه»، خبرُ «أكون» ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «أنا صاحبه» بزيادة «أنا» مع الرَّفع، والنَّصبُ أوجه قاله ابن مالك، أي: صاحبَ المشهدِ، أي: قائلَ تلك المقالةِ التي قالها (أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ) بضم العين وكسر الدال، أي: وزن (بِهِ) من كلِّ (٤) شيءٍ يُقَابله من الدُّنيويات، أو الثَّواب، أو أعمّ من ذلك (أَتَى النَّبِيَّ وَهْوَ يَدْعُو عَلَى المُشْرِكِينَ) الواو في «وهو»، للحالِ (فَقَالَ): يا رسولَ الله (لَا نَقُولُ) بنونِ الجمعِ (كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى) له: (﴿اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا﴾ [المائدة: ٢٤]) قالوا ذلك استهانةً بالله ورسولهِ، وعدم مُبَالاة بهما، أو تقديره: اذهبْ أنت وربُّك يعينُك، فإنَّا لا نستطيعُ قتالَ الجبابرةِ. وقال السَّمَرْقَنْديُّ: أنت وسيِّدَك هارون؛ لأنَّ هارون كان أكبرَ منه بسنتين أو ثلاث سنين (وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ) عدوُّك (عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ أَشْرَقَ


(١) «الكندي»: ليس في (د).
(٢) «أرهم»: ليس في (ص).
(٣) في (ب) و (ص): «لا أعجب»، وفي (م): «لا عجب».
(٤) «كل»: ليس في (س) و (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>