للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَالدِّينُ: الجَزَاءُ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ) وسقطت «الواو» لأبي ذرٍّ، وهذا (١) رواه عبد الرَّزَّاق عن معمرٍ عن أيوب عن أبي قِلابة، عن النَّبيِّ ، وهو مرسلٌ، رجاله ثقاتٌ، ورواه عبد الرَّزَّاق بهذا الإسناد أيضًا عن أبي قِلابة عن أبي الدَّرداء موقوفًا، وأبو قِلابة لم يدرك أبا الدَّرداء، لكن له شاهدٌ موصولٌ من حديث ابن عمر، أخرجه ابن عديٍّ وضعَّفه، وفي المثل: (كَمَا تَدِينُ تُدَانُ) الكاف في موضع نصبٍ نعتًا لمصدرٍ محذوفٍ، أي: تدين دينًا مثل دينك، وهذا من كلام أبي عبيدة أيضًا كسابقه، وهو حديثٌ مرفوعٌ أخرجه ابن عديٍّ في «الكامل» بسندٍ ضعيفٍ من حديث ابن عمر مرفوعًا (٢) -وله شاهدٌ من مرسل أبي قِلابة- قال: قال رسول الله : «البرُّ لا يبلى، والإثم لا يُنسى، والدَّيَّان لا يموت، فكُنْ كما شئت، كما تدين تُدان» رواه عبد الرَّزَّاق في «مصنَّفه» وأخرجه البيهقيُّ (٣) في «كتاب الأسماء والصِّفات» من طريقه، ومعناه: كما تَعمل تُجازَى، وفي «الزُّهد» للإمام أحمد عن مالك بن دينارٍ موقوفًا: مكتوبٌ في التَّوراة: «كما تدين تُدَان، وكما تزرع تحصد».

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصله عبد بن حميدٍ من طريق منصورٍ عنه في قوله: ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ﴾ (﴿بِالدِّينِ﴾ [الانفطار: ٩]) أي: (بِالحِسَابِ) ومن طريق ورقاء عن ابن أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ أيضًا في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ﴾ (﴿مَدِينِينَ﴾ [الواقعة: ٨٦]) بفتح الميم، أي: (مُحَاسَبِينَ).

٤٤٧٤ - به قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) ابن سعيدٍ القطَّان (عَنْ شُعْبَةَ)


(١) هذا أخذه المؤلف من الفتح، وقاله الحافظ ابن حجر في الفتح عن المثل «كما تدين تدان» الآتي بعد سطرين. وأما قوله: «الجزاء في الخير والشر» فأشار الحافظ إلى أنه من كلام أبي عبيدة، فتأمل.
(٢) في (د): «موقوفًا» ولعلَّه تحريفٌ.
(٣) في (د) و (م): «السُّهيليُّ» والمثبت هو الصَّواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>