للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدُّنْيَا﴾) قبل الموت (١)، كما ثبَّت (٢) الَّذين فتنهم أصحابُ الأخدود، والَّذين نُشِروا بالمناشير (﴿وَفِي الآخِرَةِ﴾) في القبر بعد إعادة روحه في جسده وسؤال الملكَين له، وإنَّما حصل لهم الثَّبات في القبر بسبب مواظبتهم في الدُّنيا على هذا القول، ولا يخفى أنَّ كلَّ شيءٍ كانت المواظبة عليه أكثر؛ كان رسوخه في القلب أتمَّ، ثبَّتنا الله بالقول الثَّابت في الحياة الدُّنيا وفي (٣) الآخرة بمنِّه وكرمه، وقيل: ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ في القبر عند السُّؤال ﴿وَفِي الآخِرَةِ﴾ عند البعث إذا سُئِلوا عن معتقدهم في الموقف، فلا يتلعثمون ولا تدهشهم أهوال القيامة.

وهذا الحديث قد سبق في «باب ما جاء في عذاب القبر» من «الجنائز» [خ¦١٣٦٩].

(٣) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، وهو ساقطٌ لغير أبي ذَرٍّ، في قوله تعالى: (﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا﴾ [إبراهيم: ٢٨]) قال أبو عبيدة: (أَلَمْ تَعْلَمْ) ولأبي ذَرٍّ: «ألم تر (٤)» (كَقَوْلِهِ) تعالى: (﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ﴾ ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ﴾ [البقرة: ٢٤٣]) إذ الرُّؤية بالأبصار غير حاصلةٍ، إمَّا لتعذُّرها (٥) أو لتعسُّرها (٦) عادةً، وفي الآية حذف مضافٍ، أي: غيَّروا شكر نعمة الله كفرًا بأن وضعوه مكانه، وقولُ صاحب «الأنوار» -كالكشَّاف-: «أو بدَّلوا نَفْسَ النِّعمة كفرًا، فإنَّهم لمَّا كفروها؛ سُلِبت منهم، فصاروا تاركين لها محصِّلين الكفر بدلها» تُعُقِّب بأنَّه ليس بقويٍّ؛ لأنَّه يقتضي حدوث الكفر حينئذٍ، وهم قد كانوا كفَّارًا من قبل، وهذا ظاهرٌ لا خفاءَ فيه.


(١) «قبل الموت»: ليس في (د).
(٢) زيد في (ب) و (س): «في».
(٣) «في»: ليس في (ب).
(٤) «ولأبي ذرٍّ: ألم تر»: سقط من (د).
(٥) في (ص): «لتعدِّيها»، ولا يصحُّ.
(٦) في (ص) و (م): «لتعسيرها».

<<  <  ج: ص:  >  >>