للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار «بُكُيًّا» هكذا، ثم كسرت ضمة الكاف لمجانسة الياء بعدها، وهذا ليس بقياسه بل قياس جمعه على «فعلة» كقاض وقضاة، وغزاة ورماة، وقيل: ليس بجمع، وإنَّما هو مصدرٌ على «فُعول» نحو: جلس جلوسًا، وقعد قعودًا، والمعنى: إذا سمعوا كلام الله خرُّوا ساجدين لعظمته، باكين من خشيته، روى ابن ماجه من حديث سعيد مرفوعًا: «نزل القرآن بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»، وقال صالح المُرِّي: -بالراء المهملة المشدَّدة بعد ضمِّ الميم- قرأت القرآن على رسول الله في المنام، فقال لي: يا صالح، هذه القراءة، فأين البكاء؟ ويروى (١): أنَّه كان إذا قصَّ قال: هات جونة المسك والترياق المجرب؛ يعني: القرآن، ولا يزال يقرأ ويدعو ويبكي حتى ينصرف.

(﴿صِلِيًّا﴾ [مريم: ٧٠]) في قوله: ﴿أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا﴾ أي: هو مصدر (صَلِيَ) بكسر اللام (يَصْلَى) قاله أبو عُبيدة، والمعنى: احترق احتراقًا.

(﴿نَدِيًّا﴾ [مريم: ٧٣] وَالنَّادِي) يريد قوله: ﴿وَأَحْسَنُ نَدِيًّا﴾ وأن معناهما (وَاحِدٌ) أي (مَجْلِسًا) ومجتمعًا، وثبت «واحد» لأبي ذرٍّ (٢).

(١) ﴿وَأَنذِرْهُمْ﴾ ولأبي ذرٍّ: «باب قوله» ﷿: (﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ﴾ [مريم: ٣٩]) هو من أسماء يوم القيامة، كما قاله ابن عبَّاسٍ وغيرُه.


(١) في (ص): «يرى».
(٢) «وثبت واحد لأبي ذرٍّ»: سقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>