المهاجرين (فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ) بعد أن صعدَ المنبرَ خطيبًا: (قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَةَ) ما تطعنُونَ به فيه (وَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ) الذين طعنوا فيه (إِلَيَّ).
٤٤٦٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أويسٍ قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ «حَدَّثنِي» بالإفراد (مَالِكٌ) الإمام (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ﵄: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ بَعَثَ بَعْثًا) إلى أُبْنى لغزو الرُّوم، مكانَ قتلِ زيدِ بن حارثةَ، فيه وجوهُ المهاجرينَ والأنصارِ، منهم أبو بكر وعمر (وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ) فلما كان يوم الأربعاء بدأَ برسول الله ﷺ وجعُهُ فحُمَّ وصُدعَ، فلمَّا أصبحَ يوم الخميسِ عقدَ له لواء بيدِهِ الشَّريفةِ فخرَجَ، فدفعَهُ إلى بُريدةَ الأسلميِّ، وعسكرَ بالجُرْف (فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ) لمَّا بلغهُ ذلك، وخرجَ وقد عصَّبَ رأسَهُ وعليه قطيفَةٌ على المنبرِ خطيبًا (فَقَالَ) بعد أن حمدَ الله وأثنى عليه: (إِنْ تَطْعُنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعُنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ) زيد (مِنْ قَبْلُ، وَايْمُ اللهِ) بهمزة وصل (إِنْ كَانَ) زيدٌ (لَخَلِيقًا) بالخاء المعجمة والقافِ، أي: لجدِيرًا (لِلإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ) ابنه (هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ).
زاد أهلُ السِّير ممَّا ذكرهُ في «عيون الأثر» وغيرهِ: «فاستوصُوا بهِ خَيرًا؛ فإنَّهُ من خِيارِكُم» ثمَّ نزلَ عن المنبَرِ فدخلَ بيتهَ يومَ السَّبتِ لعشرٍ خلونَ من ربيع الأوَّل سنة إحدى عشرة، وجاءَ المسلمونَ الذين يخرجونَ مع أسامةَ يودِّعونَ رسول الله ﷺ، ويخرجونَ إلى العسكرِ بالجُرْفِ، فاشتدَّ برسولِ الله ﷺ وجعُهُ يوم الأحَدِ، ودخلَ عليه أسامَةُ وهو مغمورٌ، فجعل يرفعُ يديهِ إلى السَّماءِ ثمَّ يضعُها على أسامةَ. قال أسامةُ: فعرفتُ أنَّه يدعُو لي،