للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تولَّى شيئًا بنفسه المقدَّسة دلَّ على عظم ذلك الشَّيء وخطرِ قدره (وَلَخُلُوفُ) بفتح اللام وضم الخاء المعجمة، ولأبي ذرٍّ: «وخلوف» (فَمِ الصَّائِمِ) تغيُّر رائحة فمه (أَطْيَبُ) أي: أقبل (عِنْدَ اللهِ مِنْ) قبول (رِيحِ المِسْكِ) عندكم أو المضاف محذوفٌ، أي: عندَ ملائكة الله، ويؤخذُ منه أنَّ الخلوفَ أعظم من دمِ الشَّهيد؛ لأنَّ دم الشَّهيد شُبِّه ريحه بريحِ المسك، والخلوفُ وُصِفَ بأنَّه أطيبُ، ولا يلزم من ذلك أن يكون الصِّيام أفضل من الشَّهادة، ولعلَّ سبب ذلك النَّظر إلى أصلِ كلٍّ منهما، فإنَّ أصلَ الخلوف طاهرٌ، وأصلَ الدَّم بخلافهِ، فكان ما أصله طاهرٌ أطيبَ ريحًا، قاله في «فتح الباري»، وسبقَ في «الصِّيام» مزيد لذلك [خ¦١٨٩٤].

(٧٩) (باب مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الطِّيبِ).

٥٩٢٨ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى) بن إسماعيل التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ) بضم الواو وفتح الهاء، ابن خالد قال: (حَدَّثَنَا هِشَامٌ) هو ابنُ عروة (عَنْ) أخيه (عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ) أنَّها (قَالَتْ: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ عِنْدَ إِحْرَامِهِ بِأَطْيَبِ مَا أَجِدُ (١)) وفي رواية أبي أسامة: «بأطيب ما أقدرُ عليه قبلَ أن يحرِمَ ثمَّ يحرمُ». وعند مسلمٍ من طريق القاسم عن عائشة: «كنتُ أطيِّب رسولَ الله (٢) قبل أن يحرمَ ويوم النَّحر قبلَ أن يطوفَ بطيبٍ فيه مسك». وعند مالكٍ من حديثِ أبي سعيدٍ رفعه قال: «المسكُ أطيبُ الطِّيبِ».

وحديثُ الباب أخرجهُ مسلمٌ، والنَّسائيُّ في «الحجِّ».

(٨٠) (بابُ مَنْ لَمْ يَرُدَّ الطِّيبَ) بفتح التحتية وضم الراء وتشديد الدال.


(١) في (ص) و (م) و (د): «أجده».
(٢) في (م): «النبي».

<<  <  ج: ص:  >  >>