للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والغرضُ من ذكر هذا الحديثِ هنا: بيانُ أنَّ كسرَى لمَّا مزَّقَ كتابهُ ودعا عليه سلَّطَ الله عليه ابنهُ فمزَّقهُ وقتلَهُ، ثمَّ قتلَ إخوتَهُ؛ أفضَى الأمرُ بهم إلى تأميرِ المرأةِ، فجرَّ ذلكَ إلى ذهابِ ملكِهم ومُزِّقوا، واستجابَ اللهُ دعاءهُ .

٤٤٢٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ) محمَّد بنَ مسلمَ ابنِ شهابٍ (عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ) ولأبي ذرٍّ «سمعت الزُّهريَّ يقولُ: سمعت السَّائبَ بنَ يزيد » (يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي خَرَجْتُ مَعَ الغِلْمَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ نَتَلَقَّى) بفتح القاف المشددة (رَسُولَ اللهِ ) وثنيَّة الوَداع -بفتح الواو- (١): وهي ما ارتفع من الأرضِ، أو هي الطَّريقُ في (٢) الجبلِ، وسُمِّيت بذلك لأنَّه ودَّعهُ بها بعض المقيمين بالمدينةِ في بعضِ أسفارهِ، وقيل: لأنَّه شيَّعَ إليها بعضَ سراياهُ فودَّعه عندَها، وقيل: لأنَّ المسافرَ من المدينةِ كان يشيَّعُ إليها ويودَّع عندَها قديمًا، وما قيل من أنَّهم كانوا يُشيِّعونَ الحاجَّ ويودِّعونهم عندَها ردَّهُ الحافظُ أبو الفضلِ العراقيُّ وابنُ القيِّم: بأنَّ ثنيَّةَ الوداعِ إنَّما هي من ناحيةِ الشَّامِ، لا يراها القادمُ من مكَّةَ ولا يمرُّ بها إلَّا إذا توجَّه من الشَّامِ، وإنَّما وقعَ ذلك عند قدومهِ من تبوك، ويحتملُ أن تكونَ في جهةِ الحجازِ ثنيَّة أخرى.

(وَقَالَ سُفْيَانُ) بنُ عُيينة -بالسَّند السَّابق-: (مَرَّةً) أخرى: (مَعَ الصِّبْيَانِ) بدل قوله الأوَّل: «مع الغلمانِ»، وهما بمعنى.

٤٤٢٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (عَنِ الزُّهْرِيِّ)


(١) من قوله: «إن الله أو قال: إن رسول الله يحملكم على هؤلاء» في الحديث رقم: (٤٤١٥) إلى هنا: سقط من (د).
(٢) في (ص): «من».

<<  <  ج: ص:  >  >>