للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثمَّ أصبح (١) مفيقًا يومَ الإثنينِ، فودَّعهُ أسامةُ وخرجَ إلى عسكرِهِ (٢)، وأمرَ النَّاسَ بالرَّحيلِ، فبينَا (٣) هو يريدُ الرُّكوبَ إذا رسولُ أمِّ أيمنَ قد جاءَهُ يقولُ: إنَّ رسولَ الله يموتُ، فلمَّا توفِّي رسولُ الله (٤) دخلَ المسلمونَ الذين عسكَرُوا بالجُرْفِ إلى المدينةِ، ودخلَ بريدةُ بلواءِ أسامةَ حتى أتى به بابَ رسولِ الله ، فغرزهُ عند بابهِ، وكان رسولُ الله لمَّا اشتدَّ وجعُهُ قال: «أنفِذُوا بعثَ أسامَةَ» فلمَّا بويعَ أبو بكرٍ أمرَ بُريدة أن يذهبَ باللِّواءِ إلى بيتِ أسامةَ ليمضِي لوجههِ، فمضَى به إلى معسكرِهِم الأوَّل، وخرجَ أسامةُ هلال ربيعٍ الآخر سنة إحدى عشرةَ إلى أهلِ أُبْنى، فشنَّ عليهم الغارَةَ، فقتلَ من أشرفَ له، وسبى من قدرَ عليهِ، وحرَّقَ منازلَهُم ونَخْلَهُم (٥)، وقتلَ قاتلَ أبيهِ في الغارةِ، ثمَّ رجعَ إلى المدينةِ ولم يصَبْ أحدٌ من المسلمين، وخرجَ أبو بكرٍ في المهاجرينَ وأهلِ المدينةِ يتلقَّونَهُ سُرورًا، وكانت هذهِ السَّريَّة آخر سريَّةٍ جهَّزَها النَّبيُّ ، وأوَّلُ شيءٍ جهَّزهُ أبو بكرٍ ، وعندَ الواقديِّ أنَّ عدَّةَ ذلك الجَيشِ كانَت (٦) ثلاثَةَ آلافٍ، منهم سبع مئةٍ من قريشٍ، وعندَ ابن إسحاق: أنَّ أبا بكر لمَّا جهَّزَ أسامةَ سألهُ أن يأذنَ لعمرَ في الإقامةِ فأذنَ له.

(٨٨) هذا (بابٌ) بالتَّنوين بغير ترجمةٍ.


(١) في (ص): «يصبح».
(٢) في (س): «معسكره».
(٣) في (م): «فبينما».
(٤) «رسول الله»: ليست في (ب).
(٥) في (ص): «نخيلهم».
(٦) في (د): «كانوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>