للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإن قلت: لِمَ عَدَلَ عن تشبيه وجهِهِ الشريف بالقمر إلى تشبيهه بقطعةِ قمرٍ؟ أجاب الشيخ (١) سِراج الدين البُلقينيُّ: بأنَّ وجه العدول أنَّ القمر فيه قطعةٌ يظهر فيها سواد، وهو المسمَّى بالكَلَف، فلو شُبِّه بالمجموع، لدخلتْ هذه القطعةُ في المشبَّه به، وغرضُه إنَّما هو التشبيه على أكمل الوجوه، فلذلك قال: كأنَّه قطعةُ قمرٍ، يريد القطعةَ الساطعةَ الإشراقِ الخاليةَ مِن شوائبِ الكدر. انتهى.

وقيل: إنَّ الإشارة إلى موضع الاستنارة وهو الجبين، وفيه يظهر السرورُ كما قالت عائشة: «مسرورًا تبرق أسارير وجهه» فكأنَّ التشبيه وقع على بعض الوجه، فناسَبَ أنْ يشبَّه ببعض القمر، لكن قد أخرج الطبرانيُّ حديث كعب بن مالك من طرق في بعضِها: «كأنَّه دارةُ قمرٍ». وأمَّا حديث جُبير بن مُطعِمٍ عند الطبرانيِّ أيضًا: «التفتَ إلينا النبيُّ بوجهٍ مثلَ شَِقَّةِ القمرِ» فهو محمولٌ على صفتِه عند الالتفات (وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ) أي: استنارة وجهه إذا سُرَّ، وجزاءُ (٢) قولِه: «فلمَّا سلَّمتُ» محذوفٌ، أي: قال رسول الله : «أَبْشِر» كما سيأتي إن شاء الله تعالى في «غزوة تبوك» [خ¦٤٤١٨].

وقد ساقَه هنا مختصرًا جِدًّا، وأخرجه في مواضع من «الوصايا» [خ¦٢٧٥٧] و «الجهاد» [خ¦٢٩٤٧] [خ¦٢٩٤٨] [خ¦٢٩٤٩] [خ¦٣٠٨٨] و «وفود الأنصار» [خ¦٣٨٨٩] ومواضع من «التفسير» [خ¦٤٦٧٣] [خ¦٤٦٧٦] [خ¦٤٦٧٨] و «الأحكام» [خ¦٧٢٢٥] و «المغازي» [خ¦٣٩٥١] [خ¦٤٤١٨] مطوَّلًا ومختصرًا، ومسلمٌ في «التوبة» و «الطلاق»، والنَّسائيُّ.

٣٥٥٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) أبو رجاءٍ الثقفيُّ مولاهم قال: (حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ


(١) «الشيخ»: ليس في (د).
(٢) في (ص): «خبر»، وزيد بعده في (م): «أي».

<<  <  ج: ص:  >  >>