للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طريق القعنبيِّ عن مالكٍ لكنَّه اختصره، وكذا أخرجه الإسماعيليُّ من طريق ابن (١) القاسم عن مالكٍ، قال الدَّارقطنيُّ (٢): ورواه أحمد بن أبي طيبة عن مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمر، فوهم فيه إسنادًا ومتنًا: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: مَفَاتِيحُ الغَيْبِ) بوزن: مصابيح، ولأبي ذَرٍّ: «مفاتِح» بوزن: مَسَاجِد؛ جمع مَفْتَح بفتح الميم، أي: خزائن الغيب (خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ (٣) إِلَّا اللهُ) ذكر خمسًا وإن كان الغيب لا يتناهى؛ لأنَّ العدد لا ينفي الزَّائد، أو لأنهم كانوا يعتقدون معرفتها (لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ) أي: ما تُنقِصه (٤) (إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي المَطَرُ أَحَدٌ (٥) إِلَّا اللهُ) أي: إلَّا عند أمر الله به، فيعلم حينئذٍ كالسَّابق إذا أمر تعالى به (وَلَا تَدْرِي (٦) نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) أي: في بلدها أم في غيرها (٧)؛ كما لا تدري في أيِّ وقتٍ تموت (وَلَا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ) أحدٌ (إِلَّا اللهُ) إلَّا من ارتضى من رسولٍ، فإنَّه يطلعه على ما يشاء من غيبه، والوليُّ التَّابع له يأخذ عنه، وقد سبق شيءٌ من فوائد هذا الحديث في «سورة الأنعام» [خ¦٤٦٢٧] فالتَفِتْ إليه «كالاستسقاء» [خ¦١٠٣٩] ويأتي الإلمام بشيءٍ منه إن شاء الله تعالى في آخر «سورة لقمان» [خ¦٤٧٧٧] وبالله المستعان.

(((١٤))) (سورة إِبْرَاهِيمَ) مكِّيَّةٌ، وهي إحدى وخمسون آيةً.


(١) في غير (ب) و (س): «أبي»، وهو تحريفٌ.
(٢) قوله: «لكنَّه اختصره، وكذا أخرجه … مالكٍ، قال الدَّارقطنيُّ»، تكرَّر في (د) بعد قوله: «وهو غريبٌ عن مالكٍ».
(٣) في غير (د) و (م): «يعلمها».
(٤) في (ص): «تنقص».
(٥) «أحدٌ»: ليس في (د).
(٦) في (د): «وما تدري».
(٧) في (د): «أفي بلده أم غيرها».

<<  <  ج: ص:  >  >>